الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيْتُونِ } * { وَطُورِ سِينِينَ } * { وَهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ٱلأَمِينِ } * { لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِيۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } * { ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } * { فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِٱلدِّينِ } * { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ }

قوله: { وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيْتُونِ }... إلى آخرها.

قال الحسن: هو تينكم هذا الذي يؤكل، وزيتونكم الذي يعصر.

وهو قول عكرمة ومجاهد، وهو اختيار الطبري.

وقال كعب الأحبار: التين مسجد دمشق، والزيتون بيت المقدس.

وهو قول ابن زيد.

وقال قتادة: التين: الجبل الذي عليه دمشق، والزيتون: [(الجبل) الذي عليه] بيت المقدس.

وعن ابن عباس أن " التين مسجد نوح، والزيتون مسجد (بيت المقدس " ).

وعن عكرمة أنهما جبلان بالشام.

وقال محمد بن كعب: التين: مسجد أصحاب الكهف، والزيتون: مسجد) إيلياء.

والتقدير على جميع هذه الأقوال: ورب التين والزيتون.

وقوله: { وَطُورِ سِينِينَ }.

قال قتادة: طور سينين: مسجد عيسى عليه السلام.

وقال ابن عباس والحسن: هو الجبل، وهو الطور.

وقال عكرمة: الطور: الجبل، و " سينين ": حسن في لغة الحبشة.

وقال مجاهد: هو جبل. وكذلك روي عن عمر رضي الله عنه.

وعن مجاهد أن " الطور " جبل، و " سينين ": مبارك حسن.

وقاله قتادة: وقال: هو " جبل بالشام، مبارك حسن ".

ويلزم على هذا التأويل / أن ينوّن طور، [لأنه لا يضاف إلى نعته].

وقيل: { سِينِينَ } هو قوله: " طور سيناء " أتى بلغتين.

والعرب تغير الأسماء الأعجمية.

والطور في اللغة جبل نو النبات، فيكون قد أضيف إلى سنين للتعريف.

[وبعيد] أن يكون " سينين " نعتاً لـ " طور ".

وكان الأخفش يقول: " طور ": الجبل، " وسينين ": شجر، [واحده: سينينة].

فكأنه قال: وجبل شجر.

ثم قال تعالى: { وَهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ٱلأَمِينِ }.

يعني: مكة، والأمين: بمعنى الأمن، أي: الأمن من أعدائه أن يحاربوا أهله (فيه) أو يغزوهم. وهو قوله:أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً } [العنكبوت: 67].

ثم قال: { لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِيۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }.

هذا جواب القسم، والمعنى: لقد خلقنا الإنسان في أعدل خلق وأحسن صورة.

وقيل: معناه: بلغنا به بعد خلقه استواء شبابه وقوته.

وذلك أحسن ما يكون، وأعدل ما يكون، وأقوى ما يكون.

وقال عكرمة: { فِيۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } هو " الشاب القوي الجلد ".

وقيل: يعني بالإنسان (ها) هنا (آدم) في أحسن صورة.

{ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } يعني: الكافر من ولده.

وعن ابن عباس أن معناه أنه خلق معتدلاً مقوماً، وليس شيء من الحيوان إلا خلق منكباً على وجهه إلا الإنسان. وتقدير الكلام: لقد خلقنا الإنسان في تقويم أحسن تقويم، ثم حذف الموصوف وقامت الصفة مقامه.

ثم قال: { ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } أي: إلى أرذل العمر من الكبر. [قاله] قتادة والضحاك والنخعي.

وروي أنها نزلت في نفر (كبروا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم) فسفهت عقولهم، فسئل عنهم النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله فيهم: { إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ }.

السابقالتالي
2 3