الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلضُّحَىٰ } * { وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ } * { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ } * { وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ } * { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } * { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ } * { وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ } * { وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَىٰ } * { فَأَمَّا ٱلْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ } * { وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ } * { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }

قوله تعالى: { وَٱلضُّحَىٰ * وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ } إلى آخرها.

أقسم الله جل ذكره بالضحى، وهو النهار كله عند الفراء.

وعند غيره: هو أول (النهار)، قال قتادة: الضحى: " ساعة من ساعات النهار " ، والمعنى: ورب الضحى، وخالق الضحى، ونحوه.

وقوله: { إِذَا سَجَىٰ } قال ابن عباس: { سَجَىٰ }: أقبل. وعنه أيضاً: " سجى ": ذهب.

وقال مجاهد: { سَجَىٰ } استوى. وقال قتادة: { سَجَىٰ }: " سكن بالخلق ".

وقال الضحاك: { سَجَىٰ }: استقر وسكن. وهو قول ابن زيد.

ثم قال تعالى: { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ / وَمَا قَلَىٰ }.

هذا جواب القسم، أي: ما تركك ربك يا محمد وما أبغضك.

فالمفعول من " قلى " محذوف.

وروي أن الوحي أبطأ على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت قريش: قد ودع محمداً ربه وقلاه، فأنزل الله جل ذكره: { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ / وَمَا قَلَىٰ }.

وروى هشام بن عروة عن أبيه أنه قال: أبطأ جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت له خديجة: أحسب ربك قد [قلاك]، فأنزل الله: { وَٱلضُّحَىٰ } إلى آخرها.

وقال ابن عباس: أري النبي صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته، فسر بذلك، فأنزل الله { وَٱلضُّحَىٰ } إلى قوله: { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } (قال) فأعطاه الله ألف قصر في الجنة، ترابها المسك في كل قصر ما ينبغي (له) من الأزواج والخدم.

ثم قال تعالى: { وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ } أي: ولنعيم الآخرة خير لك من نكد (الدنيا).

(ثم) قال تعالى: { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } أي: ولسوف يعطيك يا محمد ربك في الآخرة من فواضل نعمه حتى ترضى.

قال ابن عباس: عرض على النبي صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته من بعده، فسر بذلك، فانزل الله: { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } ، قال: فأعطاه (الله) ألف قصر من لؤلؤ ترابها المسك، وفيها ما يصلحها.

وعن ابن عباس أنه قال: ما رضي محمد صلى الله عليه وسلم أن يدخل أحد من أهل بيته النار.

وروى جابر بن عبد الله " أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على بنته فاطمة وعليها كساء (من [جلة]) الإبل وهي تطحن بيدها، فلما رآها دمعت عيناه، وقال: يا فاطمة، تعجلي مرارة الدنيا لحلاوة الآخرة، فأنزل الله: { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } ".

[وروي عن بعض أن النبي صلى الله عليه وسلم [قال]: " ليس في القرآن أرجى من قوله: { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } ]، ولا يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل أحد من أمته النار ".

هذا معنى قوله المروي عنه.

ثم قال تعالى: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ }.

السابقالتالي
2