الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ } * { وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ } * { وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } * { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ } * { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ } * { وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ } * { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ } * { وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ } * { وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ } * { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ } * { وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ } * { إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ } * { وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ } * { فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ } * { لاَ يَصْلَٰهَآ إِلاَّ ٱلأَشْقَى } * { ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } * { وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى } * { ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ } * { وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ } * { إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ } * { وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ }

قوله تعالى: { وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ } إلى آخرها.

معناه: ورب الليل إذا غشى النهار بظلمته فأذهب ضوءه.

وقيل: المعنى: يغشى كل شيء بظلمته فيصير له كالغشاء.

ثم قال تعالى: { وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ }.

أي: (إذا) أضاء وأظهر للأبصار ما أخفته ظلمة الليل.

وكان قتادة يذهب - فيما أقسم الله به من الأشياء - أنه إنما أقسم به لعظم حاله عنده.

(ثم قال تعالى): { وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ }.

قيل: " ما " بمعنى " من " ، يريد نفسه تعالى جل ذكره.

وقيل: " ما " والفعل مصدر، أي: وخلق الذكر والأنثى.

(وروى ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: والذكر والأنثى) بالخفض بغير " ما ".

وأجاز الفراء: وما خلق الذكر والأنثى بالخفض على البدل من " ما ".

وقال الأخفش: " ما " بمعنى " الذي " ، جعلها لمن يعقل.

وروي عن أبي [عمرو] أنه قال: أهل مكة يقولون للرعد: سبحان من سبحت له.

وقوله: { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ } هذا جواب القسم أي: إن عملكم لمختلف أيها الناس، لأن منكم الكافر والمؤمن، والعاصي والمطيع.

وقوله: { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ } أي: من أعطى في سبيل الله ومرضاته، واتقى الله فاجتنب المعاصي، وصدق بالجنة. قاله مجاهد.

وقال ابن عباس: من أعطي ما عنده من الفضل واتقى ربه.

وقال قتادة: من أعطى حق الله واتقى محارمه.

وقال عباس: - وهو مروي عن مجاهد أيضاً -.

{ وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ } أي: وصدق بالخلف من الله جل وعز على نفقته في ذات الله.

وقال الضحاك: { بِٱلْحُسْنَىٰ } " بـ لا إله إلا الله " وروي ذلك (أيضاً) عن ابن عباس، وقاله [أبو] عبد الرحمن السلمي.

وقال قتادة: { وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ } [أي]: بموعود الله جل وعز على نفقته، فعمل / لذلك الموعود الذي وعده الله.

وروى أبو الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من يوم غربت فيه شمسه إلا [وبجنبيها] ملكان يناديان يسمعهما خلق الله كلهم إلا الثقلين - الجن والإنس - يقولان: اللهم عجل لمنفق خلفاً، وأعط ممسكاً تلفاً وأنزل الله جل وعز في ذلك من القرآن: { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ } ".

(وروى الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من صباح يصبح إلا وصارخ يصرخ: أيها الخلائق، سبحوا القدوس ".

وروى أبو ذر) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من يوم ولا ليلة ولا ساعة إلا ولله فيها صدقة يمن بها على من يشاء من عباده. وما من الله على عبده بمثل أن يلهمه ذكره ".


السابقالتالي
2 3 4