الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلشَّمْسِ وَضُحَاهَا } * { وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا } * { وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا } * { وَٱللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا } * { وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَاهَا } * { وَٱلأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا } * { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا } * { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } * { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا } * { وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } * { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ } * { إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا } * { فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقْيَاهَا } * { فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا } * { وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا }

قوله تعالى: { وَٱلشَّمْسِ وَضُحَاهَا } إلى آخرها.

هذا قسم، يقسم ربنا بما شاء. والتقدير: ورب الشمس.

وقوله: { وَضُحَاهَا } يعني: ونهار الشمس. قاله قتادة والفراء.

وهو اختيار الطبري.

وكذلك قوله:وَٱلضُّحَىٰ } [الضحى: 1]، هو عند الفراء: النهار كله.

وقال مجاهد: وضحاها: " وضوءها ".

والضحى عند العرب إذا طلعت الشمس بعد ذلك.

وهي مؤنثة مقصورة، فإذا ارتفع النهار قيل: الضحاء. فتح الضاد والمد مذكراً.

ثم قال تعالى: { وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا }.

أي: إذا اتبع الشمس. وذلك في النصف الأول من الشهر، إذا غربت الشمس تبعها القمر طالعا. هذا قول مجاهد وغيره.

وقال قتادة: { إِذَا تَلاَهَا } ، يعني " صبيحة الهلال، فإذا سقطت الشمس رئي الهلال ".

وقال ابن زيد: (القمر) يتلو الشمس نصف الشهر الأول، وتتلوه النصف الآخر، فأما النصف (الأول فهو يتلوها وتكون أمامه وهو وراءها، فإذا كان النصف) الآخر كان هو أمامها يقدمها، وتليه الشمس.

وقال الفراء: تلاها: أخذ منها. يذهب إلى أن القمر أخذ من ضوء الشمس.

ثم قال تعالى: { وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا }.

أي: جلى الشمس بإضاءته.

وقال قتادة: " جلاها ": " إذا غشيها النهار ".

وقال الفراء: إذا جلى الظلمة، أي: أذهبها بضوء، فأضمر الظلمة في { جَلاَّهَا } ، ولم يجر لها ذكر، وفيه بعد. وقيل: " جلاها " ، أي: جلى الدنيا.

وقيل: جلى الأرض.

ثم قال تعالى: { وَٱللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا }.

أي: والليل إذا يغشى الشمس. وذلك حين [تغيب] فتظلم الآفاق.

ثم قال: { وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَاهَا }.

قال الطبري: " ما " بمعنى " من " ، كما قال تعالىوَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ } [البلد: 3]، فأتت ( " ما " ) في موضع " من " ، أي: ومن ولد، لأنه أقسم بآدم وولده.

وروي عن مجاهد أنه قال: { وَمَا بَنَاهَا }: الله جل وعز [بنى] السماء.

وقال المبرد: " [ما] " والفعل: مصدر، أي: والسماء [وبنائها]، ومثله في الاختلاف والتقدير: { وَٱلأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا }.

(ومعنى): { وَمَا طَحَاهَا }: بسطها يميناً وشمالاً ومن كل جانب. وقال ابن عباس): " وما خلق فيها " ، " فما " - على هذا - على وجهها، ليست بمعنى " من " ، ولا [هي] - مع الفعل - مصدر، بل بمعنى: " الذي ".

وقال مجاهد: { طَحَاهَا } " دحاها ".

وقال ابن زيد وأبو صالح: { طَحَاهَا } " بسطها ". وعن ابن عباس أيضا: { طَحَاهَا } " قسمها ".

ثم قال تعالى: { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا }.

أي: ومن سواها، يعني نفسه جل ذكره، لأنه سوى النفس فخلقها فعدل خلقها، ويجوز أن تكون [ما] والفعل مصدراً أي: ونفسي وتسويتها.

السابقالتالي
2 3 4