الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَ أُقْسِمُ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } * { وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } * { وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ } * { لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِي كَبَدٍ } * { أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } * { يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } * { أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ } * { أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ } * { وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ } * { وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ }

قوله تعالى: { لاَ أُقْسِمُ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } إلى قوله: { وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ }.

قال الأخفش: " لا " صلة، وأجاز أن تكون بمعنى " ألا ".

وقد قيل: إن " لا " رد لكلامهم.

ثم ابتداء: (أقسم) بهذا البلد، وهو قول مجاهد والمعنى: أقسم يا محمد بهذا البلد الحرام، وهو مكة، وهو قول أكثر المفسرين.

وقيل: " لا " غير زائدة - والمعنى أن الله جل ذكره يقول لنبيه: لا أقسم بهذا البلد بعد خروجك منه.

ثم قال تعالى: { وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ }.

يعني محمداً صلى الله عليه وسلم، (أي): وأنت حلال يا محمد بهذا البلد تصنع فيه [ما شئت] من قتل من أردت قتله وأسر من أردت أسره، [ما شئت من ذلك مطلق لك]، يقال: حل وحلال بمعنى.

قال ابن عباس: { وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } يعني بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، أحل (الله) (له) يوم دخل مكة أن يقتل من شاء ويستحيي من شاء، فقتل ابن خطل يومئذ صبراً وهو آخذ بأستار الكعبة. ولم يحل لأحد من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل فيها (أحداً).

قال مجاهد: { وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } ، أحل لنبيه أن يصنع ما شاء فيها.

[وقال] ابن زيد: لم يكن [بها أحد] حلالاً غير النبي صلى الله عليه وسلم، كان كل من كان [بها]. حراماً، لم يحل لهم أن يقاتلوا فيها ولا يستحلوا حرمة فأحله الله جل وعز لرسوله، فقال المشركين (فيه).

وقال عطاء: إن الله حرم مكة لم تحل لنبي إلا لنبيكم ساعة من نهار.

ثم قال تعالى: { وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ }.

قال مجاهد: الوالد: آدم عليه السلام، وما ولد: ولده. وهو قول قتادة وأبي صالح والضحاك وسفيان.

وروى عكرمة عن ابن عباس أنه قال: " الوالد: الذي [يلد].

{ وَمَا وَلَدَ }: العاقر الذي لا يولد له " فهو عام.

وقال أبو عمران الجوني: عنى بذلك إبراهيم عليه السلام وولده.

وعن ابن عباس أيضاً أن الوالد: من ولد له، و (ما ولد): ولده.

فهو عام أيضاً على هذا القول، كأنه قال: ووالد وولادته، وهذا اختيار الطبري.

ثم قال تعالى: { لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِي كَبَدٍ }.

هذا جواب القسم والمعنى: لقد خلقنا ابن آدم من شدة [وعناء] ونصب.

قال قتادة: { فِي كَبَدٍ }: في مشقة لا تلقى ابن آدم إلا يكابد أمر الدنيا والآخرة.

قال الحسن: " لم يخلق الله خلقاً يكابد ما يكابد ابن آدم وعن ابن عباس أيضاً: (في كبد): " في شدة معيشته وحمله وحياته ونبات أسنانه ".

وقال سفيان: { فِي كَبَدٍ }: خروج أسنانه.

وعن ابن عباس أيضاً: { فِي كَبَدٍ }: في انتصابه، خلق معتدل القامة منتصباً.

السابقالتالي
2