قوله: { لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلاَ عَلَىٰ ٱلْمَرْضَىٰ } إلى قوله: { يُنْفِقُونَ }. ومعنى الآية: أنه بيانٌ من الله، عز وجل، أنَّه لا حرج على الزَّمْنَى والمرضى، ومن لا يجد ما ينفق في التخلف عن الغزو، { إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ } ، يعني في مغيبهم عن الجهاد. { مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ }. أي: ليس على من أحسن فنصح لله ورسوله عليه السلام، سبيل. قال ابن عباس: لما أمر النبي عليه السلام، بالخروج إلى الغزو، وجاءه عصابة من أصحابه يقال: كانوا سبعة، فقالوا: يا رسول الله احملنا. فقال: لا أجد ما أحملكم عليه، فتولوا ولهم بكاء، فأنزل الله عذرهم في كتابه. { لِلَّهِ وَرَسُولِهِ }. وقف. و { مِن سَبِيلٍ } ، وقف. ثم قال تعالى: { وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا } الآية. نزلت هذه الآية في بني مُقَرِنٍ من مُزَيْنَةَ، أتوا النبي عليه السلام، ليحملهم ويغزو معهم فقال: ما أجد ما أحملكم عليه، فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع، إذا لم يجدوا ما ينفقون في غزوهم. وقيل: منهم العِرباض بن سارية. قال إبراهيم بن أدهم في الآية: ليس يعني الدواب، ولكن النعال.