الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ }

قوله: { كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ } ، الآية.

{ كَيْفَ }: في موضع نصب، وكذلككَيْفَ يَكُونُ } [التوبة: 7].

والمعنى: كيف يكون لهؤلاء المشركين عهد، وهم / قد نقضوا العهد، ومنهم من لا عهد له، وهم: { إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً }.

و { كَيْفَ } هذه، قد حذف الفعل بعدها لدلالة ما تقدم من الكلام عليه.

قال الأخفش المعنى: { كَيْفَ } لا تقتلونهم.

وقال أبو إسحاق، التقدير: كيف يكون لهم عهد، { وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ } ، وحذف هذا الفعل؛ لأنه قد تقدم ما يدل عليه، ومثله قول الشاعر:
وخَبَّرتُماني أَنَّما المَوْتُ في القُرى   فَكَيْفَ وَهَاتَا هَضْبةٌ وَقَلِيبُ
والمعنى: فكيف يكون الموت في القُرى، وهاتا هضبة وقليبُ، لا ينجو فيهما منه أحد؟

و " الإلُّ ": القرابة و " الذِّمَّةُ ": العهد. قاله ابن عباس.

وقال قتادة " الإلُّ ": الله، و " الذِّمَّةِ ": العهد.

وقال مجاهد " الإلُّ ": الله، و " الذِّمَّةُ ": العهد.

وقال ابن زيد: " الإلّ ": العهد، و " الذمة ": العهد، لكنهما كررا لما اختلف لفظهما.

وجمع " الإلّ " الذي هو القرابة: الآلٌ، بمنزلة " عدل وأعدل " ، وفي الكثير: ألول ألالُ.

وقوله: { يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ }.

أي: يعطونكم بألسنتهم خلاف ما يضمرون في نفوسهم.

{ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ }.

أي: تأْبى أن تذعن بتصديق ما يبدوا بألسنتهم.

{ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ }.

أي: خارجون عن أمر الله عز وجل، بنقضهم وكفرهم.