الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ } * { قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } * { قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ }

قوله: { إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ } إلى قوله: { مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ }.

والمعنى: إن يصبك يا محمد، سرورٌ وفتح، ساء المنافقين ذلك، وإن يصبك نقص في جيشك أو ضر، أو هزيمة، يقول المنافقون: { قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا [مِن قَبْلُ] } ، أي: أخذنا الحذر بتخلفنا { مِن قَبْلُ } أي: من قبل أن تصيبهم هذه المصيبة، { وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ [فَرِحُونَ] } ، أي: يُدْبروا عن محمد صلى الله عليه وسلم، [وهم]: فرحون بما أصابه.

ثم قال: { قُل } ، يا محمد، لهؤلاء المنافقين: ليس { يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا } ، أي: في اللوح المحفوظ، وقضاه علينا: { هُوَ مَوْلاَنَا } أي ناصرنا، { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ }.

ثم قال تعالى: { قُلْ } يا محمد لهم: { هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ } ، أي: إحدى الخلّتين اللتين هما أحسن من غيرهما، إما الظفر والأجر والغنيمة، وإما القتل والظفر بالشهادة، والفوز بالجنة، والنجاة من النار.

{ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ } ، أي: بعقوبة عاجلة، تهلككم: { أَوْ بِأَيْدِينَا } ، أي: يسلطنا عليكم فنقتلكم.

قال ابن جريج: { بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ }: بالموت، { أَوْ بِأَيْدِينَا }: بالقتل.

{ فَتَرَبَّصُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ }.

أي: فانتظروا إنا معكم منتظرون، أي: ننتظر ما الله فاعل بكم، وما إليه يصير كل فريق منا ومنكم.