الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ }

قوله تعالى: { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم } الآية.

المعنى: لو خرج هؤلاء فيكم، { مَّا زَادُوكُمْ } بخروجهم { إِلاَّ خَبَالاً } أي: فساداً { ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ } ، أي: ولأسرعوا بركائبهم للسير فيكم.

و " الإيضاع ": ضرب من الإسراع في الخيل والإبل.

وكتبت: { ولأَوْضَعُواْ } بألف زائدة.

وكذلك:أَوْ لأَاْذبَحَنَّهُ } [النمل: 21].

وكذلك:لإِلَى ٱلْجَحِيمِ } [الصافات: 68].

والعلة في ذلك: أنّ الفتحة كانت تكتب قبل العربي الفاً، فكتبت هذه الحروف على ذلك الأصل، جعلوا للفتحة صورة فزادوا الألف التي بعد اللام، والألف الثانية هي صورة الهمزة.

ومعنى { خِلاَلَكُمْ } ، فيما بينكم، وهي الفُرَجُ تكون بين القوم في الصفوف.

وقال أبو إسحاق معنى { خِلاَلَكُمْ }: فيما يخل بكم، أي: يسرعوا فيما ينقصكم.

{ يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ }.

أي: يبغونها لكم، أي: يطلبون ما تفتنون به.

وقيل { ٱلْفِتْنَةَ } هنا: الشرك.

قال ابن زيد: سلّى الله عز وجل، نبيه صلى الله عليه وسلم، بهذه الآية في تخلف المنافقين عنه، فأخبره أنهم ضررٌ لا نفع فيهم.

وقوله: { وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ }.

أي: فيكم، يا أصحاب محمد، من يستمع حديثكم ليخبرهم بذلك، كأنهم عيون للمنافقين. كذلك قال: مجاهد والحسن وابن زيد.

وقال قتادة المعنى: وفيكم من يستمع كلامهم ويطيعهم، فلو صحبوكم أفسدوهم عليكمك.

{ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ }.

أي: ذو علم بمن يقبل من كلام المنافقين، ومن يؤدي إليهم أخبار المؤمنين، وبغير ذلك.