الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ وَقَالَتْ ٱلنَّصَارَى ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللَّهِ ذٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } * { ٱتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُوۤاْ إِلَـٰهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

قوله: { وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ } ، إلى قوله: { يُشْرِكُونَ }.

{ عُزَيْرٌ }: مرفوع بإضمار مبتدأ، أي: صاحبنا عزير، { ٱبْنُ }: نعت له، فيكون حذف التنوين لكثرة الاستعمال.

ويجوز أن يكون { ٱبْنُ } ، خبراً [عن] { عُزَيْرٌ } ، ويكون حذف التنوين لالتقاء الساكنين.

وكلا الوجهين في قراءة من نَوَّن عُزَيْراً.

وقال أبو حاتم لو قال قائل: إن عزيراً اسم أعجمي لا يتصرف جاز.

وهو عند النحويين عربي مشتق، من: عزره يعزِرُهُ ومنه قوله:وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ } [الفتح: 9].

{ ذٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ }.

أي: لا بيان عندهم بما يقولون، ولا برهان، وإنما هو قول لا غير.

{ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }.

أي: يُشَبِّهون قولهم بقولهم، وهم اليهود الذين قالوا:

{ عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ } ، [سبحانه وتعالى]، أي: يشبه قول هؤلاء النصارى في الكذب على الله، (تعالى)، قول من تقدمهم في " العُزَيْر " من اليهود.

وقيل المعنى: إن من كان على / عهد النبي صلى الله عليه وسلم، من اليهود والنصارى قولهم يشبه قول أوّليهم.

{ قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ }.

أي: لعنهم الله.

{ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ }.

أي: من أين يصرفون عن الحق.

{ ٱتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً [مِّن دُونِ ٱللَّهِ] }.

الأحبار: العلماء.

والرهبان: العباد، أصحاب الصوامع.

{ أَرْبَاباً }: أي سادة، يطيعونهم في المعاصي، فيحلون ما حرم الله عز وجل، ويحرمون ما أحل الله، سبحانه، ولم يكونوا يَعْبِدُونَهُمْ، إنما كانوا يَطِيعُونَهُم فيما لا يجوز، ولا يحل.

وقوله: { وَٱلْمَسِيحَ }.

أي: واتّخذوا المسيح رَبّاً.

{ وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُوۤاْ إِلَـٰهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }.

[أي]: تنزيهاً له وتطهيراً من شركهم.