الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } * { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ }

قوله: { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ } ، إلى آخر السورة.

المعنى: لقد جاءكم، / أيها المؤمنون وأيها العرب، { رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ } ، أي: تعرفونه، لا من غيركم فتتهموه في النصيحة لكم.

وقيل معنى { أَنفُسِكُمْ } بشر مثلكم.

{ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ }.

أي: ما عنتكم، أي: ما أدخل عليكم المشقة.

وأصل " العنت ": الهلاك.

وقيل معنى: { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } ، أي: عزيز عليه أن تدخلوا النار، { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ } ، أن تدخلوا الجنة.

وقيل معنى: { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ } ، أي: حريص على هدى ضُلاَّلِكُم وتوبتهم.

وقال قتادة: { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } أي: عزيز عليه عَنَت مؤمنيكم.

وقال ابن عباس { مَا عَنِتُّمْ }: ما ضللتم.

وقال قتادة: { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ } ، أي: حريص على هُدَى ضُلاَّلِكُم.

وهذا مخاطبة لأهل مكة.

{ فَإِن تَوَلَّوْاْ }.

أي: إن تولى هؤلاء يا محمد، عن الإيمان، { فَقُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ } ، أي: يكفيني الله، { لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ }.

قال أبيُّ بن كعب: آخر آية نزلت:

{ لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ } ، إلى آخر السورة.

{ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ } ، وقف تام عند الأخفش، لأن هذا مخاطبة لأهل مكة، وقوله: { بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ (رَّحِيمٌ) } ، لكل المؤمنين.