الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ فَإِخْوَٰنُكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَنُفَصِّلُ ٱلأيَـٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { وَإِن نَّكَثُوۤاْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوۤاْ أَئِمَّةَ ٱلْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ }

قوله: { فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ } ، إلى قوله: { لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ }.

المعنى: فإن تاب هؤلاء المشركون الذين أمرتكم بقتلهم، { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ } ، فهم إخوانكم في الدين، { وَنُفَصِّلُ ٱلأيَـٰتِ } ، أي: نبين لهم الحجج، { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } ، ذلك.

قال قتادة المعنى: فإن تركوا اللات والعُزّى، وشهدوا: أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ } ، فهم إخوانكم في الدين.

قال ابن زيد: افترضت الصلاة والزكاة جميعاً، فلم يفرق بينهما. وقال: يرحم الله أبا بكر ما كان أفقهه.

وقوله: { وَإِن نَّكَثُوۤاْ أَيْمَانَهُم }.

أي: وإن نكث هؤلاء المشركون عهودهم من بعد ما عاهدوكم.

{ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ }.

أي: قدحوا فيه، وثلبوه وعابوه.

{ فَقَاتِلُوۤاْ أَئِمَّةَ ٱلْكُفْرِ }.

أي: رؤوس أهل الكفر.

{ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ }.

من قرأ بـ: " فتح الهمزة " فمعناه: لا عهود لهم، وهو جمع " يمينٍ ".

ومن كسر احتمل معنيين:

أحدهما أن يكون معناه: لا إسلام لهم، فيكون مصدر: آمن الرجل يؤمن: إذا أسلم.

ويحتمل أن يكون مصدر: آمنته من الأمن، فيكون المعنى: لا تُؤَمِّنُوهُمْ، ولكن اقتلوهم.

و { أَئِمَّةَ }: جمع إمام، وهو: أبو جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وأبو سفيان بن حرب، ونظراؤهم الذين هَمُّوا بإخراجه.

وقال السدي: هم قريش.

وقال حذيفة: ما قوتل أهل هذه الآية بعد.

وأصل " النكثِ ": النقض.

{ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ }.

أي: / ينتهون عن الشرك ونقض العهود.