قوله: { فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ } ، إلى قوله: { لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ }. المعنى: فإن تاب هؤلاء المشركون الذين أمرتكم بقتلهم، { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ } ، فهم إخوانكم في الدين، { وَنُفَصِّلُ ٱلأيَـٰتِ } ، أي: نبين لهم الحجج، { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } ، ذلك. قال قتادة المعنى: فإن تركوا اللات والعُزّى، وشهدوا: أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ } ، فهم إخوانكم في الدين. قال ابن زيد: افترضت الصلاة والزكاة جميعاً، فلم يفرق بينهما. وقال: يرحم الله أبا بكر ما كان أفقهه. وقوله: { وَإِن نَّكَثُوۤاْ أَيْمَانَهُم }. أي: وإن نكث هؤلاء المشركون عهودهم من بعد ما عاهدوكم. { وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ }. أي: قدحوا فيه، وثلبوه وعابوه. { فَقَاتِلُوۤاْ أَئِمَّةَ ٱلْكُفْرِ }. أي: رؤوس أهل الكفر. { إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ }. من قرأ بـ: " فتح الهمزة " فمعناه: لا عهود لهم، وهو جمع " يمينٍ ". ومن كسر احتمل معنيين: أحدهما أن يكون معناه: لا إسلام لهم، فيكون مصدر: آمن الرجل يؤمن: إذا أسلم. ويحتمل أن يكون مصدر: آمنته من الأمن، فيكون المعنى: لا تُؤَمِّنُوهُمْ، ولكن اقتلوهم. و { أَئِمَّةَ }: جمع إمام، وهو: أبو جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وأبو سفيان بن حرب، ونظراؤهم الذين هَمُّوا بإخراجه. وقال السدي: هم قريش. وقال حذيفة: ما قوتل أهل هذه الآية بعد. وأصل " النكثِ ": النقض. { لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ }. أي: / ينتهون عن الشرك ونقض العهود.