قوله: { أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ } ، الآية. قرأ نصر بن علي: " أَسَسُ بُنْينِه " ، بتخفيف السين ورفعه، وخفض البنيان. وحكى أبو حاتم عن بعض القراء: " أفمن أساس بُنْيَنِهِ " ، برفع أساس، وخفض البنيان. و " أسَسُ " و " أُسُّ " سواء كـ: عَرَبٍ وعُرْب. و " أساسٌ " واحد، وجمعه: أُسُس. وحكى أبو حاتم، أيضاً، قراءة أخرى: " أفمن أسس بنيانه " برفع " آساس " ومده، وخفض البنيان، وهو جمع " أُسّ " كـ: " خُفٍ " و " أَخْفَافٍ " والكثير " إسَاسٌ " كـ " خِفَاف ". و { جُرُفٍ } ، و { جُرُفٍ } لغتان، وهو شفير ما ينفى من جُرُف الوادي إذا أخذه السيل. قال أبو حاتم: أصل { هَارٍ }: هاورُ، ثم قلب، كـ: شاكي السلاح وشائك السلاح. وحكى الكسائي: " تَهَوّر " و " تَهَيَّر ". والهائر المتقدم. وحكى: هَارَ يَهُورُ ويَهيرُ ويهار. ومعنى الآية: أنها مثل. والمعنى: / أيُّ هذين الفريقين خير؟ وأي هذين البناءين خير وأثبت؟ من ابتدأ أساس بنيانه على طاعة الله، أم من ابتدأه على ضلال وخطأ من دينه؟ قوله: { فَٱنْهَارَ [بِهِ] }. يحسن أن تكون الألف من " واو " أو " ياء " على ما تقدم. قال ابن عباس: [ { بِهِ فَٱنْهَارَ } ]، يعني قواعده { فِي نَارِ جَهَنَّمَ }. وذُكر أنه حفرت بقعة منها، فرئي الدخان. قال ابن جريج: (فلما فرغوا من بناء المسجد، صلوا فيه ثلاثة أيام، وأنهار اليوم الرابع { فِي نَارِ جَهَنَّمَ }. قال ابن جريج: ذكر لنا أنَّ رجلاً حفر فيه، فأبصر الدخان يخرج منه. وقال جابر: رأيت الدخان يخرج منه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.