الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنْصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

قوله: { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنْصَارِ } ، الآية.

المعنى: والذين سبقوا إلى الإيمان، { مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنْصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ } ، أي: سلكوا سبيلهم في الإيمان بالله ورسوله: { رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } ، أي: أجزل لهم في الثواب.

قال الشافعي /: { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ }: من أدرك بيعة الرضوان.

ورُوي عنه: من أدرك بيعة الشجرة. و " المهاجرون الأولون " من (هاجر قبل البيعة.

وقال أبو موسى الأشعري { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ }: المهاجرون الأولون من) صلى القبلتين.

وهو قول ابن المسيب، والحسن، وقتادة، وابن سيرين.

ورُوي عن عمر: أنه قرأ: " والأنصار " بالرفع، عطف على: السابقين، وبذلك قرأ الحسن، وهي قراءة يعقوب الحضرمي.

وعن عمر رضي الله عنه، أنه قرأ: " الذين اتَّبَعُوهم " بغير واو، فرد عليه زيد بـ " الواو " فسأل عمر أبيّاً، فقال له: " بالواو " فرجع عمر إلى زيادة " الواو ". وهم إجماع من القراء والمصاحف.

ومن قرأ: { مِن تَحْتِهَا } ، بزيادة { مِن } فمن أجل أنها في مصاحف أهل مكة كذلك، وفي سائر المصاحف بغير { مِن }.

وهذا باب في خطوط المصاحف في الحروف التي اختلف فيها القراء

من ذلك:

قوله في سورة البقرة: { وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً } ، هي في مصاحف أهل الشام بغير " واو " ، وفي سائر المصاحف بـ: " الواو ".

وفيها: { وَأوصىٰ } ، هي في مصاحف المدينة والشام بـ: " ألف " وفي سائر المصاحف بـ: " الواو " بغير ألف.

وفي آل عمران: { سَارِعُوۤاْ } ، في مصاحف أهل المدينة، وأهل الشام بغير " واو " ، وفي سائر المصاحف بـ " الواو ".

وفي آل عمران أيضاً: { جَآءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ } ، بزيادة " باء " [في] { وَالزُّبُرِ } ، وفي سائر المصاحف بغير " باء " في { الزُّبُرِ } ، وكلهم حذفها من " وَبِالْكِتَبِ ".

وقد قرأ هشام بن عمار: " وبِالْكِتَبِ " بالباء، ولا أصل لهذه " الباء " في مصاحف أهل الشام ولا غيرهم.

وفي النساء: { مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ } ، بألف في مصاحف أهل الشام، وبغير " ألف " في سائر المصاحف.

وفي المائدة، في مصحف أهل مكة والمدينة والشام: { يَقُولُ الذِينَ ءَامَنُواْ } بغير " واو " ، وفي سائر المصاحف بالواو.

وفي المائدة أيضاً: { مَن يَّرْتَدِدْ } ، بـ: " دالَيْن " ، وفي مصاحف المدينة والشام، وفي باقي المصاحف بـ: " دال " واحدة.

وفي سورة الأعراف، في مصاحف أهل الشام: { مَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ } بغير " واو " ، وفي سائر المصاحف: { وَمَا } بـ: " الواو ".

وفيها: في قصة صالح: { وقَالَ ٱلْمَلأُ } ، بزيادة و[او]، في مصاحف الشام، وفي سائر المصاحف: { قَالَ } بغير " واو ".

السابقالتالي
2 3 4 5 6