الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْفَجْرِ } * { وَلَيالٍ عَشْرٍ } * { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } * { وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ } * { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ } * { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } * { إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ } * { ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ }

قوله تعالى: { وَٱلْفَجْرِ * وَلَيالٍ عَشْرٍ * وَٱلشَّفْعِ }. إلى قوله: { ٱلْبِلاَدِ }.

قال ابن عباس: الفجر " النهار ". وعنه أن الفجر عنى به " صلاة الفجر ".

وقال عكرمة: هو " فجر الصبح ". وقيل: هو صبيحة يوم النحر. وهو قسم والتقدير فيه: ورب الفجر.

وقوله: { وَلَيالٍ عَشْرٍ } أكثر المفسرين على أنها [العشر] الأولى من ذي الحجة.

وروى جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { وَلَيالٍ عَشْرٍ }: عشر الأضحى.

وإنما جعلها عشر ليال، لأن ليلة يوم النحر دخلت فيها، لأن الله جعل ليلة يوم النحر ليوم عرفة فصار ليوم عرفة ليلتان رفقاً بعباده، فلذلك من لم يدرك الوقوف بعرفة يوم عرفة وقف ليلة يوم النحر وتم حجه، لأن ليلة يوم النحر ليلة (يوم عرفة أيضاً فصارت ليلة يوم النحر داخلة في حكم يوم) عرفة، يجزي فيها ما فات من الوقوف بعرفة يوم عرفة. ولا يجزئ الوقوف بعرفات - ليلة يوم عرفة - عن يوم عرفة، فصارت ليلة يوم النحر أخص بيوم عرفة من ليلة يوم عرفة (بيوم عرفة)، فاعرفه، فلذلك جعل ليالي العشر عشر ليال وأقسم بها.

وقال مجاهد: ليس عمل في ليالي السنة أفضل منه في ليالي العشر، وهي عشر موسى التي أتمها الله جل وعز له.

وعن ابن عباس أيضاً أنها العشر الأواخر من رمضان. وحكى الطبري أن بعضهم قال: [هي] العشر الأول من المحرم.

ثم قال تعالى: { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ }.

قال ابن عباس: " الشفع: يوم النحر، والوتر: يوم عرفة ". وقاله عكرمة.

وقال الضحاك: { وَلَيالٍ عَشْرٍ * وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } ، أقسم الله بهن لما يعلم من فضلهن على سائر الأيام: فالعشر ذي الحجة، والشفع يوم النحر، والوتر يوم عرفة.

وقال عبد الله بن الزبير: الشفع: اليومان اللذان بعد يوم النحر، والوتر: (اليوم) الثالث /، وهو يوم النفر الآخر، قال اللهفَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ } [البقرة: 203].

وعن ابن عباس أيضاً: أن الشفع الخلق كلهم، والوتر الله، هو وتر واحد وخلقه شفع. وقيل: الشفع صلاة الغداة، والوتر صلاة المغرب.

وهو قول مجاهد ومسروق.

وعن مجاهد [أيضاً] أن الشفع والوتر: الخلق كلهم منهم [شفع] ([و] منهم) وتر. وهو قول الحسن.

وقال ابن زيد: كان أبي يقول: كل شيء خلا الله عز وجل شفع ووتر، فأقسم - جل ذكره - بما خلق مما تبصرون وما لا تبصرون.

وقال قتادة عن عمران بن الحصين أنه كان يقول: الشفع والوتر: الصلاة منها شفع كالظهر والعصر، ومنها وتر كالمغرب.

وقال الربيع بن أنس: الشفع والوتر: صلاة المغرب، فالشفع منها الركعتان الأوليان، والوتر الركعة الثالثة.

السابقالتالي
2 3