الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } * { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } * { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ } * { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } * { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } * { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ } * { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ } * { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } * { وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً }

- قوله تعالى: { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } ، إلى قوله: { (إِلَىٰ أَهْلِهِ) مَسْرُوراً }.

أي: إذا السماء تصدعت وتقطعت فكانت أبواباً.

قال الفراء: تنشق بالغمام.

- وقوله: { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ }.

أي: وسمعت السماء (في) تصديعها وتشققها لربها فأطاعت له. والعرب تقول: أذِنَت إلى هذا الأمر آذنُ، بمعنى: استمعت. ومنه الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما أذِنَ الله لشيءٍ كأذَنِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغنّى بالقرآن " يعني: ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبي يتغنى بالقرآن.

وقال ابن عباس: { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } أي: " سمعت لربها ". وهو قول مجاهد وقتادة والضحاك وسفيان.

وقوله: { وَحُقَّتْ } ، أي: وحقق الله عليها الاستماع لأمره بالانشقاق.

قال ابن عباس: { وَحُقَّتْ } ، أي: وحقت بطاعة ربها.

وقال ابن جبير: { وَحُقَّتْ } أي: ويحق لها أن تسمع وتطيع.

وقاله أبو عبيدة.

- ثم قال تعالى: { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ }.

أي: بسطت فريد في سعتها.

وروى الزهري عن علي بن حسينٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذَا كَان يَومُ القِيَامَةِ مَدّ اللهُ - جَلّ ثَنَاءُهُ - الأرضَ مدَّ الأدِيمِ فلا يَكُونُ لِبَشَرٍ مِن بَنَي آدم فِيهَا إلاّ مَوضِعُ قَدَمِهِ... ".

- ثم قال تعالى: { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا (وَتَخَلَّتْ) }.

أي: (وألقت الأرض) ما فيها من الموتى علقَ ظهرها وتخلت منهم (إلى الله جل) ذكره.

قال مجاهد: { (وَأَلْقَتْ) مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } ، أي: أخرجت ما فيها من الموتى ".

وقال قتادة: " أخرجت (أثقالها) وما فيها ".

- ثم قال تعالى: { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ }.

أي: وسمعت الأرض أمر ربها في إلقائها ما في بطنها من الموتى على ظهرها وحققها الله للاستماع.

وقيل: معناه وحقّ لها أن تسمع أمره.

واختلف في جواب { إِذَا } والعامل فيها.

فقال الأخفش: التقدير: إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه إذا السماء انشقت. فيكون العامل في { إِذَا } على قوله فملاقيه.

وقيل: التقدير: اذكر يا محمد إذا السماء انشقت.

وقيل: الجواب: { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ } ، على إضمار الفاء: كما تقول: إذا كان كذا وكذا، فيا أيها الإنسان ترى ما عملت من خير وشر.

وقيل: جواب { إِذَا } الأولى والثانية: { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ }.

وقيل: التقدير: إنك كادح إلى ربك كَدَحاً إذا السماء انشقت. وهذا لا يجوز لأن الكدح: العملُ، فمحال أن يعمل في وقتِ انشقاق السماء /.

وقيل: الجواب: { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } ، و [الواو] زائدة، أي: إذا السماء انشقت، (أذنت لربها.

وقيل: الجواب محذوف. والتقدير: إذا السماء انشقت)، رأيت الثواب والعقاب.

وقال المبرد: التقدير: إذا السماء انشقت، فأما من أوتي كتابه بيمينه.

- ثم قال تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ }.

السابقالتالي
2