الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ } * { كِتَابٌ مَّرْقُومٌ } * { يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } * { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } * { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } * { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ } * { يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ } * { خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ } * { وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ } * { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ }

- قوله: { كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ... } ، إلى قوله: { يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ }.

أي: ألا إن كتاب الأبرار، أي: كتاب أعمالهم لفي عليين.

والأبرار: الذين بروا ربهم بأداء فرائضه واجتناب محارمه.

وقيل: هم المؤمنون الذين بَرُّوا الآباء والأبناء.

وقال الحسن: " [هم الذين] لا يؤذون شيئاً حتى الذر ". وسأل ابن عباس كعباً عن { عِلِّيِّينَ } فقال: " هي السماء السابعة، وفيها أرواحُ المؤمنين ".

روي (عنه أنه قال (له: إن) أرواح المؤمنين إذا قبضت صُعِدَ بها ففتحت لها أبواب السماء وتلقتها الملائكة بالبُشرى، ثم عَرَجُوا مَعَهَا حتى ينتهوا إلى العرش فيُخْرَحُ لها من عند العرش رَقٌّ [فَيُرْقَم] ويختم بمعرفتها النجاة يوم القيامة، ويشهدها الملائكة المقربون.

وقال قتادة ومجاهد: هي " السماء السابعة ".

وقيل: السماء الرابعة، اسمها عليون، وفيها أعمال المؤمنين وأرواحهم.

وقال الضحاك: { لَفِي عِلِّيِّينَ } أي: " لفي السماء عند الله ".

وقال قتادة أيضاً: { لَفِي عِلِّيِّينَ }: " فوق السماء السابعة [عند قائمة] العرش اليمنى ".

وعن ابن عباس: { لَفِي عِلِّيِّينَ } لفي " الجنة ".

وروى الأجلح عن الضحاك أنه قال: إذا قبض روح العبد المؤمن عُرِج به إلى السماء الدنيا، فينطلق معه المقربون إلى السماء الثانية. قال الأجلح: (قلت): وما المقربون؟ قال: أقربهم إلى السماء [الثانية. قال: فينطلق معه (المقربون) إلى السماء] الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم السادسة، ثم السابعة حتى يُنْتَهى به إلى سدرة المنتهى. قال الأجلح: قلت للضحاك: لم سميت سدرة المنتهى؟... قال: لأَنَّه يَنتهي إليها كل شيء من أمر الله، [لا يعدوها]. [قال]: فيقولون: [يا رب]، عبدك فلان. وهو أعلم به منهم، فيبعث الله جل ذكره إليه بصك مختوم بأمنه من العذاب، فذلك قوله: { كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَّرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ }.

وعن ابن عباس أيضاً: { لَفِي عِلِّيِّينَ } لفي السماء عند الله وهو قول الفراء وهي الرواية الأولى عن الضحاك.

وإنما أعرب { عِلِّيُّونَ } بإعراب الجمع (لأنه) لا واحد له، فأشبَهَ " عشرين ". ومعناه: من علو إلى علو، أي: من سماء إلى سماء، (إلى) السابعة.

وقيل: إن { عِلِّيِّينَ } (من صفة الملائكة)، فلذلك جمع بالواو والنون.

والتقدير عند الطبري: { لَفِي عِلِّيِّينَ } أي: في عُلُوٍّ وارتفاعٍ، في سَمَاء فوق سماء، وعلوٍ فوق علوٍ إلى السماء السابعة، أو إلى سدرة المنتهى أو إلى قائمة العرش، على الاختلاف المتقدم.

- وقوله: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ }.

أي: وأي شيء أدراك يا محمد ما عليون؟! يُعَجِّبُ نبيه صلى الله عليه وسلم من عليين، ثم بينه فقال:

- { كِتَابٌ مَّرْقُومٌ }.

السابقالتالي
2 3