الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ فُجِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْقُبُورُ بُعْثِرَتْ } * { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ } * { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ } * { ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ } * { فِيۤ أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ } * { كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ } * { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ } * { كِرَاماً كَاتِبِينَ } * { يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } * { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } * { وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } * { يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ ٱلدِّينِ } * { وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ }

- قوله تعالى: { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ } إلى آخرها.

[إذا السماء انفطرت، بمنزلة قوله:إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } [الإنشقاق: 1]].

- ثم قال تعالى: { وَإِذَا ٱلْكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتْ }.

أي: تساقطت. وقد تقدم ذكر هذا.

- ثم قال { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ فُجِّرَتْ }.

أي: فجر الله بعضها في بعض.

قال قتادة: " فَجّرَ عَذْبَهَا في مالحها، ومالحها في عذبها ".

- ثم قال تعالى: { وَإِذَا ٱلْقُبُورُ بُعْثِرَتْ }.

أي: [أثيرت] فاستخرج من فيها من الموتى أحياء.

يقال: بعثر فلان حوض فلان [وبحْثره]: إذا جعل أسفله أعلاه.

قال ابن عباس: { بُعْثِرَتْ }: " بُحِثَتْ ".

وقال الفراء: بُعْثِرَتْ فألْقَتْ ما فيها من الكنوز والموتى. ولا معنى للكنوز في هذا؛ لأنه يوم القيامة، ولا كنز في القبور.

- ثم قال تعالى: { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ }.

هذا جواب { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ } وما بعده، أي: علمت كل نفس ما قدمت لذلك اليوم وما أخرت من عمل صال أو سيء.

وقيل: معنى (أخرت)، أي: ما سنت من عمل فيعمل به بعده. (قاله القرظي).

وقيل: معناه: ما قدمت من العمل المفروض فعملت به، وما تركت منه. وهو قول [ابن] عباس وعكرمة وقتادة وابن زيد. أي: [ما] عملت مما فرض عليها، وما تركت فلم تعمل (به).

- ثم قال تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ }.

أي: يا أيها الإنسان الكافر بربه، أي شيء غرك بربك الكريم حتى كفرت به وجحدت نعمه؟!

قال الطبري: غَرَّ الناس عدوُّهم المسلط عليهم. وقاله قتادة.

- وقوله: { ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ }.

أي: اخترع خلقك [بعد] إن لم تكن شيئاً فسوى خلقك. { فَعَدَلَكَ } أي: فقومك، فجعل خلقك معتدلاً، (لا) تزيد رجل (على رجل)، ولا يد على يد. ودل على هذا قوله:لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِيۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } [التين: 4]. ومن خفف { فَعَدَلَكَ } فمعناه: صرفك إلى أي صورة شاء، إما حسنٌ وإما قبيحٌ، وإما طويل وإما قصير.

وقوله: { فِيۤ أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ }.

يدل على هذا المعنى. فقراءة (التشديد أولى [ليفيد] الكلام فائدتين مجددتين، لأن معنى التخفيف هو ما أفاد).

قوله: { فِيۤ أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ }. و { فِيۤ } متعلقة بِ { رَكَّبَكَ } ، ولا يحسن أن تتعلق بِـ (عدلك) لأنك إنما تقول: عدلت إلى كذا، ولا تقول عدلته في كذا.

وقد غلط الفراء فمنع قراءة التخفيف واستبعدها لإتيان { فِيۤ } بعد (عدلك)، فظن أن { فِيۤ } متعلقة بـِ (عدلك)، وليست كما ظن.

وقد قيل: إن القراءة بالتشديد هي من هذا المعنى على التكثير، أي: صرفك مرة بعد مرة إلى أي صورة شاء.

وقيل: معنى التخفيف: (أمالك إلى) ما شاء من حسن وقبح وصحة وسقم.

وقال مجاهد: { (فِيۤ أَيِّ صُورَةٍ) مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ } معناه: في أي شبه أب أو أم أو خال أو عم شاء خلقك.

السابقالتالي
2 3