الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ } * { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ } * { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } * { بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } * { وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتْ } * { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } * { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ } * { فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلْخُنَّسِ } * { ٱلْجَوَارِ ٱلْكُنَّسِ } * { وَٱللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } * { وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } * { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } * { ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ } * { مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ } * { وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } * { وَلَقَدْ رَآهُ بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ } * { وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ بِضَنِينٍ } * { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } * { فَأيْنَ تَذْهَبُونَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } * { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ } * { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ }

- قوله تعالى: { إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } إلى آخرها.

معنى كورت: ذهب ضوءها.

وقال ابن عباس: تكويرها: إدخالها في العرش.

قال أبو العالية: حدثني أبي بن كعب قال: ست آيات قبل يوم القيامة بينا الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس، وبينا هم كذلك إذ تناثرت النجوم، وبينا هم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الأرض، فتحركت واضطربت وفزعت الجن إلى الإنس والإنس إلى الجن واختلطت الدواب والطير والوحوش وماج بعضهم في بعض.

وقيل: { كُوِّرَتْ }: جمع بعضها إلى بعض، ورمي بها كما تجمع العمامة إذا كورت على الرأس ولفت.

- وقوله: { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ [ٱنكَدَرَتْ] }.

أي: تناثرت وتساقطت من السماء من أيدي الملائكة، لأنهم يموتون.

يروى أنها معلقة بين السماء والأرض، مثل القناديل، بسلاسل من نور، وتلك [السلاسل] بأيدي ملائكة من نور، فإذا كانت النفخة الأولى مات من في السماوات (ومن في) الأرض إلا من شاء الله، فَتَنَاثَر الكواكب عند صوت الملائكة كيف شاء الله. وأصل الانكدار: الانصباب.

قال قتادة ومجاهد والربيع: { ٱنكَدَرَتْ }: تناثرت وتساقطت. وقال ابن زيد: { ٱنكَدَرَتْ }: رمي بها من السماء إلى الأرض.

وقال ابن عباس: " { ٱنكَدَرَتْ }: تغيرت " ، من قولهم: " ماءٌ كَدِرٌ " ، أي: متغير اللون.

- ثم قال تعالى: { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ }.

أي: سيَّرها الله، فكانت سراباً وهباءً منبثاً.

قال مجاهد: { سُيِّرَتْ } أي: ذهبت.

وقيل: { سُيِّرَتْ }: قلعت من أصلها فصارت بين المشرق والمغرب فصارت كالهباء المنبث.

- ثم قال تعالى: { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ }.

أي: وإذا الحوامل من الإبل التي قد بلغت في الحمل عشرة أشهر، وذلك أعز ما تكون عند أهلها لقرب نفعها من الولد واللبن، قد عطلها أهلها وأهملوها فلا يسألون عنها لهول ما فَجِئَهُم. والعشار: جمع عُشَرَاء، يقال: " ناقةٌ عُشَرَاءُ ": إذا أتى على حملها عَشَرَةُ أشهر.

- ثم قال تعالى: { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ }.

قال ابن عباس: حَشْرُ البهائِمِ موتُها.

وقال (أبي) بنُ كعب: { حُشِرَتْ }: " اختلطت ".

وقال قتادة: { حُشِرَتْ }: جمعت فأميتت بعد أن يقتص لبعضها من بعض. وهو اختيار الطبري لقوله:[وَأَرْسِلْ] فِي ٱلْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ } [الأعراف: 111] أي: جامعين له الناس، ولقوله:وَٱلطَّيْرَ مَحْشُورَةً } [ص: 19]، أي: مجموعة.

- ثم قال تعالى: { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ }.

قال أبي بن كعب: { سُجِّرَتْ }: اشتعلت ناراً.

وقد سأل علي بن أبي طالب رضي الله عنه رجلاً من اليهود فقال له: أين جهنم؟ فقال: البحر، (فقال): ما أراه إلا [صادقاً]، وقرأ:وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } [الطور: 6]، { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ }. وقال ابن زيد: { سُجِّرَتْ }: أُوقِدَتْ فصارت نيرانا، وقاله سفيان. وقال الربيع بن [خثيم]: { سُجِّرَتْ }: " فاضَتْ ".

وقال الضحاك: " فجرت ".

السابقالتالي
2 3 4 5