الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } * { أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ } * { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ } * { أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } * { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ } * { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } * { وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ } * { وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ } * { وَهُوَ يَخْشَىٰ } * { فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ } * { كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } * { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } * { فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ } * { مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ } * { بِأَيْدِي سَفَرَةٍ } * { كِرَامٍ بَرَرَةٍ } * { قُتِلَ ٱلإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ } * { مِنْ أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ } * { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } * { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ } * { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } * { ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ } * { كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ } * { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ } * { أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ صَبّاً } * { ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقّاً } * { فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً } * { وَعِنَباً وَقَضْباً } * { وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً } * { وَحَدَآئِقَ غُلْباً } * { وَفَاكِهَةً وَأَبّاً } * { مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ }

- قوله تعالى: { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } ، إلى قوله: { وَلأَنْعَامِكُمْ }.

هذا عتاب من الله جل ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم. قالت عائشة: أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم ابنُ أمّ مكتوم وعند النبي عظماء قريش، فجعل (ابن) أم مكتوم [يقول]: أرشدني، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يُعُرِض عنه [ويُقبِل] على الآخرين يقول لهم: أترون بما أقول بأساً؟ فأنزل الله { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } في ذلك.

قال (ابن عباس): " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعبّاس بن عبد المطلب، وكان يتصدّاهم كثيراً رَجاء أن يؤمنوا، فأقبل إليه رجلٌ أعمى يقال له: ابنُ أمّ مكتومٍ، (يمشي والنبي صلى الله عليه وسلم يناجيهم، فَجَعل ابن أم مكتوم) [يستقرئ] النبيّ صلى الله عليه وسلم آيةً من القرآن وهو يقول: يا رسول الله، علّمني مما علمك الله. فأَعرضَ عنه [رسول الله صلى الله عليه وسلم]، وعَبَس (في) وجهه وتولى عنه وأقبل على الآخرين، فما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم نَجْواهُ وأخذ ينقلب إلى أهله، أمسك الله بعض بصره [وخَفَقَ] برأسه، ثم أنزل الله: { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ }.. [الآيات]. فلما نزل فيه ما [نزل]، أكرمه رسول الله [وكلّمه] وقال له: ما حاجتك؟ هل تريد من شيء "

قال قتادة: اسم ابن أم مكتوم: عبد الله بن زائدة، وقيل: اسمه [عمرو بن قيس]، واسم أمه: أم مكتوم عاتكة. قال مجاهد، هو من بني فهر.

وذكر قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه في المدينة على الصلاة في غزوتين من غزواته.

وروي أن الذي كان قد اشتغل النبي صلى الله عليه وسلم [به] (عن ابن أم مكتوم هو شيبة ابن [ربيعة]، طمع النبي صلى الله عليه وسلم) بإسلامه.

وقيل: هو أبي بن خلف، كان النبي يُقْبل عليه ويكنيه، ويقول له: أبا فلان، هل ترى بما أقول بأساً؟ طمعاً أن يسلم، فيسلم بإسلامه خلق، فأجابه المشرك فقال له: [والدما]، ما أرى بِما تقول بأساً. فأقسم المشرك للنبي صلى الله عليه وسلم بالأصنام وترك أن يقسم بالله.

[والدما] جمع دمية، وهي الصورة من [صور الأصنام]. [فعذل] الله نبيه على ذلك.

وقال ابن زيد: أقبل ابن أم مكتوم ومعه قائدُه، فلما بصر به النبي صلى الله عليه وسلم - وكان مقبلاً على رجل من عظماء قريش قد طمع في إسلامه - أشار إلى قائده (أن كُفَّهُ)، فدفعه ابن أم مكتوم، فعند ذلك عبس النبي في وجهه، فكان النبي عليه السلام يكرمه بعد ذلك.

وقال سفيان: " كان النبي صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك - إذا رآه بسط له رداءه، وقال مرحباً [بمن] عاتبني فيه ربي جل وعز ".


السابقالتالي
2 3 4