الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي ٱلأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ }

قوله: { وَٱلَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } ، الآية.

المعنى: والذين كفروا بعضهم أحق ببعض الميراث، [أي:] أحق من قرابتهم من المؤمنين.

وقيل معناه: بعضهم أعوان بعض.

وقوله: { إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي ٱلأَرْضِ وَفَسَادٌ }.

أي: إن تفعلوا موارثة المهاجرين والأنصار بعضهم من بعض، دون ذوي الأرحام من المهاجرين الذين آمنوا ولم يهاجروا، ودون قراباتهم من المؤمنين والكفار: { تَكُنْ فِتْنَةٌ } ، أي: يحدث بلاء في الأرض بسبب ذلك، { وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } ، أي: معاص.

قال ابن عباس: إلا تأخذوا في الميراث بما أمرتكم { تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي ٱلأَرْضِ }.

قال ابن زيد: كان المؤمن المهاجر والمؤمن الذي لم يهاجر لا يتوارثان، وإن كانا أخوين، فلما كان الفتح انقطعت الهجرة، وتوارثوا حيث ما كانوا بالأرحام.

وقال ابن جريج: { إِلاَّ تَفْعَلُوهُ }: إلا تناصروا وتتعاونوا { تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي ٱلأَرْضِ }.

فـ " الهاء " في: { تَفْعَلُوهُ } تعود على التوارث، أو على التناصر.