الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { وَإِن يُرِيدُوۤاْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ ٱللَّهُ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

قوله: { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا } ، إلى قوله: { عَزِيزٌ حَكِيمٌ }.

قد تقدم ذكر " السلم " في الفتح والكسر في " البقرة ".

والمعنى: إن جنح هؤلاء الذين أمرت أن تنبذ إليهم على سواء إلى الصلح، أي: [مالوا إليه] فمل إليه، إمّا بالدخول في الإسلام، أو بإعطاء الجزية، وإما بموادعة.

قال قتادة: وهي منسوخة بقوله:فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } [التوبة: 5].

وقال ابن عباس نسخها:فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلسَّلْمِ } [محمد: 35].

وقال عكرمة والحسن نسخها:قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ } [التوبة: 29]، الآية.

وقيل: إنها مُحْكَمةٌ.

والمعنى: إن دعوك إلى الإسلام فصالحهم. قاله ابن إسحاق.

{ وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ }.

أي: فوض أمرك إلى الله، { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }.

ثم قال: { وَإِن يُرِيدُوۤاْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ ٱللَّهُ }.

أي: إن يرد هؤلاء الذين أمرناك أن تجنح إلى السلم إن جنحوا لها خداعك وخيانتك، { فَإِنَّ حَسْبَكَ ٱللَّهُ } ، أي: كافيك الله.

{ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ }.

أي: قوَّاك بذلك على أعدائك، { وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ } هنا: الأنصار. وهذا كله في بني قريظة.

{ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ }.

أي: بين قلوب الأنصار: الأوس والخزرج، بعد التفرق والتشتت، { لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } ، أي من ذهب وفضة { مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ [أَلَّفَ] بَيْنَهُمْ } ، على الهدى، فقواك بهم.

وروي عن ابن مسعود أنه قال: نزلت هذه الآية في المتحابين في الله عز جل: { لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ } ، الآية.

وقال مجاهد: [إذا] التقى المسلمان وتصافحا غُفِر لهما.