الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوۤاْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ } * { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }

قوله: { وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوۤاْ } ، إلى قوله: { وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }.

خطَّأ أبو حاتم من قرأ بـ: " الياء " ، ووجهها عند غيره ظاهر حسن.

والمعنى في " الياء ": ولا يَحْسَبَنَّ من خلفهم الذين كفروا سبقوا، فيكون ضمير الفاعل في { يَحْسَبَنَّ } ، يعود علىمَّنْ خَلْفَهُمْ } [الأنفال: 57]، و { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }: مفعول أول، و { سَبَقُوۤاْ } في موضع الثاني.

وقال الفراء التقدير: أن سَبَقوا.

وقال: وفي حرف عبد الله: / { وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوۤاْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ }.

ورُوي عنه: " ولا يَحْسَبَ " ، بفتح الباء، على إرادة النون [الخفيفة].

ومن فتح: { إِنَّهُمْ } ، وقرأ بـ " الياء " أو بـ: " التاء " فمعناه: لأنهم، ولا يجوز أن يكون مفعولاً ثانياً بـ: " حسب " ، كما لا يجوز: حَسَبْتَ زيداً أنه قائم؛ لأن زيداً غير قيامه، ولو قلت: حسبت أمرك أنك قائم، جاز فتح " أن " لأن أمرك هو قيامك.

ومعنى ذلك: لا يحسب من ظفر بالخلاص مَنْ هذه الوقعة سبق.

ثم قال: { إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ } ، لا يفوتون.

ومن قرأ بـ: " الياء " فمعناه: لا يحسب مَنْ خلفهم الذين كفروا سبقوا،

أي: بالخلاص، ثم قال: { إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ } ، أي: لا يفوتون.

ثم حضّ المؤمنين على أن يُعِدُّوا لهؤلاء الذين خِيَف منهم نقض العهد ما استطاعوا { مِّن قُوَّةٍ }.

أي: من الآلات التي تكون قوة في الحرب مثل: السلاح، والنبل، والخيل.

و " القوَّة: الرَّمْيُ " ، روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال عكرمة: { مِّن قُوَّةٍ }: الحصون.

وقال مجاهد: { مِّن قُوَّةٍ }: ذكور الخيل، { وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ }: إناثها.

قوله: { تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ }.

أي: تخيفونهم به.

ورُوَي: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " ألاَ إنَّ القُوةَ الرَّمْيُ " ، وأعادها ثلاثاً.

قال عكرمة: [القُوّة]: ذكور الخيل، ورباطها: إناثها.

قال عقبة بن عامر الجُهَني: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يُدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانِعُه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومُنْبِلَه، فارموا واركبوا، وأن تَرْمُوا أحب إلي من أن تركبوا، وليس اللهو إلا ثلاثة: تأديب الرجل فرسَه، وملاعبتَه امرأته، ورميه بقوسه ونَبْله. ومن ترك الرّمي من بعد ما علمه فإنه نعمة كفرها أو كفر بها ".

قال أبو نجيح السُّلَمي: حاصَرْنا قصر الطائف فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " مَنْ رمى بسهم في سبيل الله، فهو له عدل رقبة، ومن شاب شيبة في الإسلام فهو له عدل مُحَرَّرٍ من النار ".

وقال النبي صلى الله عليه وسلم " الخَيْل مَعْقُودٌ في نَوَاصِيهَا الخَيْر إلى يوم القيامة: الأجر والمَغْنَمُ "

السابقالتالي
2