الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ ذٰلِكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ ٱلْكَافِرِينَ } * { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

قوله: { ذٰلِكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ } إلى: { ٱلْمُؤْمِنِينَ }.

{ ذٰلِكُمْ }: في موضع رفع على معنى الأمر: { ذٰلِكُمْ }.

أو: الأمْرُ.

ويجوز فيها، وفيما تقدم أن تكون في موضع نصب على معنى فعل: { ذٰلِكُمْ }.

و { ذٰلِكُمْ } إشارة إلى ما تقدم من قتل المشركين والظفر بهم.

وقوله: { وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ } ، أي: واعلموا أن الله مُضْعِفٌ { كَيْدِ ٱلْكَافِرِينَ } ، حتى ينقادوا.

وكل ما جاز فيوَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ } [الأنفال: 14]، جاز في هذه.

وقيل معنى { مُوهِنُ }: يلقي الرعب في قلوبهم.

وقوله: { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ }.

هذا خطاب للكفار، قالوا: اللهم انصر أحب الفريقين إليك.

ومعنى { تَسْتَفْتِحُواْ }: تستحكموا / على أقطع الحزبين للرحم. أي: إن تستدعوا الله أن يحكم بينكم في ذلك { فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ } ، أي: الحكم.

{ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ }.

أي: إن تنتهوا عن الكفر بالله، { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ }.

قال السدي: كان المشركون إذا خرجوا من مكة إلى قتال النبي صلى الله عليه وسلم أخذوا أستار الكعبة فاستنصروا الله.

وقوله: { وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ }.

أي: إن عدتم إلى القتال عُدْنا لمثل الوقعة التي أصابتكم يوم بدر.

{ وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً }.

أي: جنودكم وإن كانت كثيرة.

وقيل: { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ }: للمؤمنين، وما بعده للكفار.

وقوله: { وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، عطف على: { وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ }.

وقيل المعنى: ولأنَّ الله مع المؤمنين.

وقيل المعنى: واعلموا أنّ الله.

فيجوز الابتداء بها مفتوحة على هذا القول.

وقيل: إنه كله خطاب للمؤمنين، أي: إن تستنصروا فقد جاءكم النصر، وإن تنتهوا عن مثل ما فعلتم من أخذ الغنائم والأسرى قَبْل الإذن { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } ، وإن تعودوا إلى مثل ذلك نَعُدْ إلى توبيخكم، كما قال تعالى:لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ (لَمَسَّكُمْ) } [الأنفال: 68] الآية.

وقيل المعنى: { وَإِن تَعُودُواْ } أيها الكفار، إلى مثل قولكم واستفتاحكم نعد إلى نصرة المؤمنين.