الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ }

والعامل في { إِذْ يُوحِي } ، { وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلأَقْدَامَ }.

وقيل المعنى: واذكر { إِذْ يُوحِي }.

وقيل: أوحى الله، عز وجل، { إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ، فكان المَلَكُ يظهر للرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في صورة رجل فيقول: سمعت أبا سفيان وأصحابه يقولون: لئن حَمَلَ علينا هؤلاء لَنُهْزَمَنَّ! فتقوى بذلك قلوب المؤمنين.

وقوله: { فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ }.

أي: اضربوا الأعناق.

وقال الأخفش: { فَوْقَ } زائدة.

وقيل المعنى: اضربوا الرؤوس؛ لأنها فوق الأعناق.

وقال أبو عبيدة: { فَوْقَ } بمعنى: " على " ، والمعنى " فاضربوا على الأعناق. يقال: ضَرَبْتُهُ على رَأْسِهِ وَفَوْقَ رَأْسِه بِمعنى.

وقوله: { وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ }.

أي: اضربوا الأطراف من الأيدي والأرجل.

و " البَنَانُ ": [أطراف] أصابع اليدين والرجلين.

وقال عطية، والضحاك: " البَنَانُ ": كل مَفْصلٍ.

وواحد " البَنَانِ " " بَنَانَةٌ " ، وهي: الأصابع وغيرها من الأعضاء، وهذا قول الزجاج.

وقوله: { فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ }.

هذا أمر من الله، عز وجل للملائكة.

وقيل: إِنَّ الملَكَ كان يأتي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول: سمعت هؤلاء القوم يعني المشركين، يقولون: والله لئن حملوا علينا لننكشفن! فيتحدث بذلك المسلمون، وتقوى نفوسهم.

وقيل معنى ثَبِتُّوهم أي: بالمدد.