الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلنَّازِعَاتِ غَرْقاً } * { وَٱلنَّاشِطَاتِ نَشْطاً } * { وَٱلسَّابِحَاتِ سَبْحاً } * { فَٱلسَّابِقَاتِ سَبْقاً } * { فَٱلْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً } * { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ } * { تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ } * { قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } * { أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ } * { يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي ٱلْحَافِرَةِ } * { أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } * { قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } * { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } * { فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ }

- قوله تعالى: { وَٱلنَّازِعَاتِ [غَرْقاً] } إلى قوله: { فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ }.

قال ابن عباس: { وَٱلنَّازِعَاتِ غَرْقاً } ، هي الملائكة تنزع الأنفس.

وقال ابن جبير: هي أرواح الكفار، نزعت أرواحهم ثم غرقت ثم حرقت ثم قذف بها في النار. وقال مجاهد: { وَٱلنَّازِعَاتِ } الموت ينزع النفوس.

وقال الحسن: هي النجوم تنزع من أفق (إلى أفق). وهو قول قتادة. وقال عطاء: هي القسي تنزع بالسهم. [وقال] السدي: هي النفوس حين تغرق في الصدر.

والتقدير على هذا كله: ورب النازعات. والله جل ذكره يقسم بما شاء. والتقدير في { غَرْقاً }: إغراقا، كما يغرق النازع في [القوس].

وعن ابن عباس قال: يعني نفس الكافر ينتزعها ملك الموت من جسده من تحت كل شعرة، ومن تحت كل [ظفر]، ثم يغرقها، أي: يرددها في جسده وينزعها.

- ثم قال تعالى: { وَٱلنَّاشِطَاتِ نَشْطاً }.

قال ابن عباس: هي " الملائكة " ، (أي): تنشط نفس المؤمن فتقبضها كما ينشط العقال (من يد البعير إذا [حل] عنها كأنها [تقبض] الأرواح بسرعة. ومنه رجل نشط)، ويقال: نَشَطَهُ إذا أخذه بسرعة.

قال الفراء: يقال: نَشَطَه: إذا ربطه، وأنْشَطَهُ: [إذا حله]، وحكى عن العرب: " كأنما أنشط من عقال ".

وهما عند غيره لغتان، يقال: نَشَطه: إذا حَلَّهُ وأنشطَهُ.

وقال مجاهد: { وَٱلنَّاشِطَاتِ نَشْطاً } هي " الموت " ، ينشط نفس المؤمن. ومثله عن ابن عباس أيضاً، (وعنه أيضاً) أنه قال: يعني نفس الكافر والمنافق، ينشط كما ينشط العَقَبُ [الذي يعقب] (به) السَّرجُ.

وقال السدي: " نَشْطُهَا - يعني النفس - حين تُنْشَطٌ من القدمين. وقال قتادة: " هي النجوم " ، ينشط [أفقا إلى أفق].

وقال عطاء: (هي الأ) وهاق) "

- ثم قال تعالى: { وَٱلسَّابِحَاتِ سَبْحاً }.

قال مجاهد: هي " الموت " يسبح في نفس ابن آدم.

وعنه أيضاً أنها الملائكة [تسبح] في صعودها وهبوطها بأمر الله جل ذكره، شبه [سيرها] بالسباحة، كما يقال [للفرس الجوادِ]: " سابح ".

وقال قتادة ومعمر: هي " النجوم ".

وقال عطاء: هي " السفن ".

وقيل: هي نفس المؤمن تسبح شوقاً إلى الله وشوقاً إلى [رحمته]، فهي تسبح إلى ما [عاينت من السرور].

- ثم قال تعالى: { فَٱلسَّابِقَاتِ سَبْقاً }.

قال مجاهد: هو " الموت ". وعنه أنها الملائكة تأتي تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء.

وقال عطاء: هي الخيل السابقة.

وقال قتادة ومعمر: هي " النجوم " ، يسبق (بعضها) بعضاً في السير.

وقيل: [يعني] نفس المؤمن تسبق إلى ملك الموت فتبادر الخروج (إليه) لحسنه وطيب رائحته شوقاً إلى كرامة الله جل ذكره.

- ثم قال تعالى: { فَٱلْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً }.

السابقالتالي
2 3