الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } * { إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى } * { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } * { فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ } * { وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ } * { فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } * { فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ } * { ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ } * { فَحَشَرَ فَنَادَىٰ } * { فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } * { فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلآخِرَةِ وَٱلأُوْلَىٰ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ } * { ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا } * { رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا } * { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } * { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } * { أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا } * { وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا } * { مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } * { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } * { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ مَا سَعَىٰ } * { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ } * { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } * { وَآثَرَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } * { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } * { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } * { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَٰهَا } * { فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَٰهَا } * { إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَٰهَآ } * { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَٰهَا } * { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَٰهَا }

- قوله تعالى: { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } ، إلى آخر السورة.

أي: هل سمعت يا محمد حديث موسى بن عمران وخبره؟

- { إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ }.

أي: المطهر المبارك.

- وقوله: { طُوًى }.

قال مجاهد: (هو) اسم الوادي. وقاله ابن زيد.

فمن صرفه على هذا جعله (اسما لمُذكّر)، اسماً لمكان. ومن لم يصرفه جعله اسماً للبقعة.

وقال قتادة: " { طُوًى }: كنا نحدث أنه قدس مرتين ". قال: " واسم الوادي: طُوى ".

وقال ابن جريج عن مجاهد: { طُوًى } أي طاء الأرض حافياً.

- وقوله: { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ }.

أي: ناداه ربه، فقال له: اذهب إلى فرعون، إنه تجاوز حده في العدوان والتكبر على ربه وعتا، فقل له. { هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ }.

أي: هل لك يا فرعون في أن تتطهر من دنس (الكفر) وتؤمن بربك؟

قال ابن زيد: ([تز]كى): تسلم. قال: والتزكي في القرآن كله: الإسلام.

وقال عكرمة: { إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ } ، أي: تقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

- ثم قال: { وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ }.

أي: وهل لك إلى أن أرشدك إلى ما يرضى به ربك عنك، فتخشى عقابه بأداء ما ألزمك من فرائضه واجتناب معاصيه؟

- ثم قال تعالى: { فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ }.

أي: فأرى موسى فرعون الآية العظيمة الكبيرة، وهي في قول الحسن ومجاهد وقتادة: يده وعصاه. أخرج يده بيضاء للناظرين، وحَوّل عصاه ثعباناً مبيناً.

وقال ابن زيد: هي العصا.

- ثم قال تعالى: { فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ }.

أي: فكذب فرعون موسى فيما أتى به من الآيات المعجزات، وعصاه فيما أمره به من طاعة الله والإيمان به.

- وقوله: { ثُمَّ أَدْبَرَ (يَسْعَىٰ) }.

أي: ثم ولى معرضاً عما [دعا إليه] موسى. قال مجاهد: { ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ } ، أي: " يعمل الفساد ". وقيل: [معناه] أدبر هارباً من الحية.

- وقوله: { فَحَشَرَ فَنَادَىٰ }.

أي: فجمع قومه فنادى فيهم فقال لهم: { أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } ، تمرداً على الله وطغياناً.

- ثم قال تعالى: { فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلآخِرَةِ وَٱلأُوْلَىٰ }.

قال ابن عباس ومجاهد والشعبي: الأولى، قوله:مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي } [القصص: 38]، والآخرة: قوله: { أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ }. وكان بين الكلمتين أربعون سنة. وقاله ابن زيد.

وقال أيضاً: معناه: عذاب الدنيا والآخرة، عجل له الغرق مع ما أعدّ له في الآخرة من العذاب.

وعن الحسن أنه قال: معناه: عذاب الدنيا والآخرة. وهو قول قتادة.

وقال أبو رزين: الأولى عصيانه ربّه وكفْرُه، والآخرة: قوله: { أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ }.

وعن مجاهد أيضاً أن معناه: أخذه الله [بأول عمله] وآخره. " ونكالاً " مصدر من معنى " أخذه " ، [لأن معنى " أخذه " ] نكّل به.

السابقالتالي
2 3