الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلرَّحْمَـٰنِ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً } * { يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً } * { ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلْحَقُّ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآباً } * { إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يٰلَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً }

- قوله تعالى: { رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا (ٱلرَّحْمَـٰنِ) }. إلى آخر السورة.

[من] رفع { رَّبِّ } فعلى الابتداء، أو على إضمار مبتدأ.

ومن خفضه فعلى البدل من قوله: من ربك او على النعت.

والمعنى: هو مالك السماوات والأرض وما بينهما من الخلق.

- { ٱلرَّحْمَـٰنِ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً }.

(أي): لا يقدر أحد من خلقه على خطابه يوم القيامة إلا من أذن له منهم.

قال مجاهد وقتادة: { لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً } ، أي: " كلاماً ".

- ثم قال تعالى: { يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً }.

أي: يجازيهم في يوم يقوم الروح. قال ابن مسعود: " الروح ملك في السماء الرابعة، هو أعظم من السماوات ومن الجبال ومن الملائكة، يسبح الله كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة، [يخلق] الله من كل تسبيحة ملكاً من الملائكة فيجيء يوم القيامة صفاً [واحداً] ".

وقال ابن عباس: (هو) ملك من أعظم الملائكة خلقاً.

وقال الضحاك والشعبي: الروح هنا: جبريل عليه السلام.

وقال مجاهد: [الروح خلق من صورة] بني آدم، يأكلون ويشربون وليسوا (بملائكة).

وقالوا أبو صالح: " يشبهون الناس وليسوا بالناس ".

وقال قتادة: الروح (بنو آدم. وهو قول الحسن.

وعن ابن عباس أيضاً [أنه] أرواح) بني آدم تقوم مع الملائكة فيما بين النفختين قبل أن يردها الله إلى الأجسام.

وقال ابن زيد: هو القرآن. وقرأ:وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا } [الشورى: 52]، فلا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن في الكلام فيتكلم.

روي أنهم يؤذن لهم في الكلام حين يُمَرُّ بأهل النار إلى النار، وبأهل الجنة إلى الجنة.

وقال عكرمة: يمر بأناس من أهل النار على ملائكة فيقولون: أين تذهبون بهؤلاء؟ فيقال: إلى النار. فتقول: بما كسبت أيديهم، وما ظلمهم (الله). ويمر بأناس من أهل الجنة على ملائكة فيقولون: أين تذهبون بهؤلاء؟ فيقولون: إلى الجنة. فيقولون: برحمة الله دخلتم الجنة.

وعن ابن عباس أنه قال: إلا من أذن لهم الرب بشهادة أن لا إله إلا الله. وهو منتهى الصواب.

وقال مجاهد: { وَقَالَ صَوَاباً }.

(أي: " وقال حقاً في الدنيا وعمل به ".

وقال أبو صالح: { وَقَالَ صَوَاباً }.

أي): قال لا إله إلا الله وهو قول عكرمة.

- ثم قال تعالى: { ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلْحَقُّ }.

أي: يوم يقوم فيه الروح والملائكة صفاً هو يوم حَقٌّ إتيانه لا شك فيه.

- ثم قال تعالى: { فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآباً }.

أي: فمن شاء في الدنيا اتخذ بالعمل الصالح والإيمان إلى ربه في ذلك اليوم مرجعاً ومنجى وسبيلاً (وطريقاً إلى رحمته. وفي الكلام معنى التهدد والوعيد، أي: من لم يفعل ذلك فسيرى ما يحل به) غداً.

السابقالتالي
2