الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً } * { فَٱلْعَاصِفَاتِ عَصْفاً } * { وٱلنَّاشِرَاتِ نَشْراً } * { فَٱلْفَارِقَاتِ فَرْقاً } * { فَٱلْمُلْقِيَٰتِ ذِكْراً } * { عُذْراً أَوْ نُذْراً } * { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٌ } * { فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتْ } * { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ نُسِفَتْ } * { وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتْ } * { لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ } * { لِيَوْمِ ٱلْفَصْلِ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلأَوَّلِينَ } * { ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ٱلآخِرِينَ } * { كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } * { فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } * { إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ } * { فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ ٱلْقَادِرُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً } * { أَحْيَآءً وَأَمْوٰتاً } * { وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } * { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ } * { لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ ٱللَّهَبِ } * { إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ } * { كَأَنَّهُ جِمَٰلَتٌ صُفْرٌ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ }

- قوله تعالى: { وَٱلْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً } ، إلى قوله: { كَأَنَّهُ جِمَٰلَتٌ صُفْرٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ }.

قال ابن عباس وابن مسعود ومجاهد وأبو صالح وقتادة: { (وَ)ٱلْمُرْسَلاَتِ }: الرياح، { عُرْفاً }: يتبع بعضها بعضاً.

وقال مسروق: { وَٱلْمُرْسَلاَتِ }: " الملائكة " { عُرْفاً } أي: ترسل بالعرف.

عن أبي صالح أيضاً أنها " الرسل، ترسل بالمعروف ". وقيل: { عُرْفاً } أي: متتابعة كتتابع عرف الفرس.

والتقدير على قول مسروق: ورب الملائكة التي أرسلت إلى الأنبياء بأمر الله ونهيه (وذلك هو المعروف.

وعلى قول أبي صالح: ورب الرسل التي أرسلت إلى الناس بأمر الله ونهيه).

ومن قال { عُرْفاً } متتابعة (فتقديره: ورب الملائكة التي أرسلت إلى الأنبياء متتابعة) ورب الرسل الذين أرسلوا إلى الخلق متتابعين. وكذلك التقدير على قول ابن عباس ومن تبعه: هي الرياح.

ويدل (على أنها ليست) الرياح أن يسعدها ذكر الرياح [بلا اختلاف] في قوله: { فَٱلْعَاصِفَاتِ عَصْفاً }.

- (ثم قال تعالى: { فَٱلْعَاصِفَاتِ عَصْفاً } ).

أي: (ورب الرياح العاصفات) أي: الشديدات الهبوب السريعات المر. وهذا قول علي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس، وغيرهم.

- ثم قال تعالى: { وٱلنَّاشِرَاتِ نَشْراً }.

قال ابن مسعود ومجاهد [وقتادة]: هي الرياح لأنها تنشر السحاب.

وقال أبو صالح: هي " المطر " ، لأنه ينشر الأرض، أي: [يحييها].

وروى (السدي) عن أبي صالح أنها الملائكة، (قال): [تنشر] [الكتب]. - ثم قال تعالى: { فَٱلْفَارِقَاتِ فَرْقاً }.

قال ابن عباس وأبو صالح وسفيان: هي الملائكة، تفرق بالوحي بين الحق والباطل. وقال قتادة: هو القرآن، فرق الله به بين الحق والباطل، كأنه قال: والآيات الفارقات فرقاً.

- ثم قال تعالى: { فَٱلْمُلْقِيَٰتِ ذِكْراً * عُذْراً }.

كلهم قال: هي الملائكة التي تلقي وحي الله إلى رسله، والذكر: القرآن.

ثم قال تعالى: { عُذْراً أَوْ نُذْراً }.

أي: تلقي الوحي إلى الرسل إعذاراً من الله لخلقه [وإنذاراً] منه لهم. قاله قتادة وغيره.

- ثم قال تعالى: { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٌ }.

يعني أن البعث والجزاء وجميع ما أخبر الله، كائن واقع [وحادث] لا محالة. و { إِنَّمَا } هو جواب القسم المتقدم.

- ثم قال تعالى: { فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتْ }.

أي: ذهب ضوءها فلم يكن لها نور.

{ وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتْ }. أي: شققت وصدعت.

{ وَإِذَا ٱلْجِبَالُ نُسِفَتْ }. أي: نسفت من أصلها.فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً } [الواقعة: 6]. أي: غباراً متفرقاً.

{ وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتْ }.

أي: أجلت الاجتماع لوقتها يوم القيامة.

قال ابن عباس: { أُقِّتَتْ } " جمعت ". وقال مجاهد { أُقِّتَتْ } " أجلت ".

وهو من الوقت، فمعناه: [حان] وقتها الذي وعدته به، وذلك يوم القيامة.

وقرأ عيسى بن [عمر] " أُقِتَتْ " بالتخفيف والهمز، وقرأ الحسن. " وُقِتَتْ " بالواو والتخفيف.

وكله من الوقت، والواو هي الأصل، والهمزة بدل منها.

السابقالتالي
2 3 4 5