الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ تَنزِيلاً } * { فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِماً أَوْ كَفُوراً } * { وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } * { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَٱسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً } * { إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً } * { نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً } * { إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } * { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } * { يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ وَٱلظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }

- قوله تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ } ، إلى آخر السورة.

أي: إنا / نحن - يا محمد - نزلنا عليك القرآن مع جبريل تنزيلاً ابتلاءً واختباراً فاصبر لما امتحنك به ربك من فرائضه وتبليغ رسالاته.

- ثم قال تعالى: { وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِماً أَوْ كَفُوراً }.

قال الفراء: " أو " بمعنى الواو. والمعنى: ولا تطع منهم من أثم وكفر. [قال]: ويجوز أن يكون المعنى (و) لا تطيعن من أثم أو كفر بوجه فيكون مثل الواو في المعنى.

والمعنى: (و) لا تطع منهم في معصية الله { ءَاثِماً } يريد بركوبه معاصيه { أَوْ كَفُوراً } أي: جحوداً لربه ولنعمه عنده.

قال قتادة: نزلت في عدو الله أبي جهل قال: بلغنا أن أبا جهل قال: لئن رأيت محمداً يصلي لأطأن على عنقه، فأنزل الله: { وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِماً أَوْ كَفُوراً }.

قال ابن زيد: الآثم (و) الظالم والكفور كله واحد.

- ثم قال تعالى: { وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }.

أي: غدوة، يعني: صلاة الصبح { وَأَصِيلاً } يعني: وعَشياً، يعني صلاة الظهر والعصر.

ثم قال: { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَٱسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً }.

قال ابن زيد: " كان هذا - أول شيء - فريضة، نحو قوله:قُمِ ٱلَّيلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِّصْفَهُ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ... } [المزمل: 2-4]، فخفف الله هذا عن رسوله وعن الناس بقوله:إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ } [المزمل: 20] الآية، فجعل ذلك نافلة فقال:وَمِنَ ٱلْلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ } [الإسراء: 79] وتقدير الكلام: واسجد له من الليل وسبحه ليلاً طويلاً، فهو منسوخ بزوال فرض صلاة الليل كما ذكرنا وقيل: هو (على) الندب.

وقيل: هو خصوص للنبي صلى الله عليه وسلم.

(وقد) قال ابن حبيب: إن قوله تعالى: { وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً } يعني الصبح. وقوله: { وَأَصِيلاً } يعني: الظهر والعصر. وقوله: { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَٱسْجُدْ لَهُ } يعني به المغرب والعشاء. فالآية محكمة جمعت الأمر بفرض الصلوات الخمس.

- وقوله: { وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً }. يعني قيام الليل والمنسوخ فرضه. وكذلك قوله تعالى:وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ } [هود: 114] فالطرف الأول صلاة الصبح، والطرف الآخر [صلاة] الظهر العصر.

- وقوله:وَزُلَفاً مِّنَ ٱلَّيْلِ } [هود: 114] يعني المغرب والعشاء فهذه [الآية] أيضاً جمعت فرض الصلوات الخمس وأوقاتها.

ومثل ذلك:أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمْسِ } [الإسراء: 78] يعني: ميلها. وهو الظهر والعصر.

وقوله:إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيلِ } [الإسراء: 78]: (يعني المغرب والعشاء.

- وقولهوَقُرْآنَ ٱلْفَجْرِ } [الإسراء: 78] يعني صلاة الصبح، فهذه أيضاً جمعت) فرض الصلوات الخمس وأوقاتها.

وكذلك قوله تعالى:وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ } [طه: 130] يعني: صلاة الصبح،وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } [طه: 130] يعني: العصر.

- وقوله:وَمِنْ [آنَآءِ] ٱلْلَّيْلِ [فَسَبِّحْ] }

السابقالتالي
2