الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } * { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } * { إِلاَّ أَصْحَابَ ٱلْيَمِينِ } * { فِي جَنَّاتٍ يَتَسَآءَلُونَ } * { عَنِ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } * { قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ } * { وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ٱلْمِسْكِينَ } * { وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلُخَآئِضِينَ } * { وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } * { حَتَّىٰ أَتَانَا ٱلْيَقِينُ } * { فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ ٱلشَّافِعِينَ } * { فَمَا لَهُمْ عَنِ ٱلتَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ } * { كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ } * { فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ } * { بَلْ يُرِيدُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَىٰ صُحُفاً مُّنَشَّرَةً } * { كَلاَّ بَل لاَّ يَخَافُونَ ٱلآخِرَةَ } * { كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ } * { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } * { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ }

- قوله: { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ... } ، إلى آخر السورة.

أي: نذيراً للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم في طاعة الله { أَوْ يَتَأَخَّرَ } في معصيته. قاله قتادة. وهو معنى قول ابن عباس.

- ثم قال: { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ }.

أي: كل نفس بما عملت من معصية الله في الدنيا رهينة في جهنم.

- { إِلاَّ أَصْحَابَ ٱلْيَمِينِ }.

فإنهم غير مرتهنين، ولكنهم { فِي جَنَّاتٍ يَتَسَآءَلُونَ * عَنِ ٱلْمُجْرِمِينَ }.

قال ابن عباس: { رَهِينَةٌ } أي: " مأخوذة [بعملها] ". وقاله قتادة. قال مجاهد: { إِلاَّ أَصْحَابَ ٱلْيَمِينِ } " لا يحاسبون ". [وقال] ابن زيد: أصحاب اليمين لا يرتهنون بذنوبهم، ولكن يغفرها الله عز وجل. وقال الضحاك: (معناه): كل نفس سبقت لها كلمة العذاب يرتهنها الله عز وجل في النار، ولا يرتهن أحدا من أهل الجنة. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: { إِلاَّ أَصْحَابَ ٱلْيَمِينِ }: هم " أطفال المسلمين ". وقال ابن عباس: " [هم] الملائكة ".

فمن قال: هم الأطفال [أو هم الملائكة] استدل بقولهم للمجرمين { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } ، وذلك أنهم لم يقترفوا ذنوباً في الدنيا. ولو اقترفوها ما سألوا عن ذلك، وكل من دخل الجنة غير الأطفال فقد كانت لهم ذنوب. وقال الضحاك: همٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ } [الأنبياء: 101].

ومعنى { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ }: [ما] أدخلكم في سقر؟!

وقرأ ابن الزبير: " يتساءلون عن المجرمين، يا فلان: مَا سَلَكَكم في سقر ". [وهذه] قراءة على التفسير. وقيل: معناه / أن المؤمنين يسألون الملائكة عن قراباتهم من المشركين، (فتسأل الملائكة المشركين) تقول لهم: ما سلككم في سقر؟! فيقول [المشركون] ما حكى الله من قولهم، وإقرارهم على أنفسهم بالجحود والكفر.

ومعنى: { مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ }: من الموحدين.

- ثم قال تعالى حكاية عن جواب المشركين: { قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ }.

أي: لم نكن - في الدنيا - من المصلين لله.

- { وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ٱلْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلُخَآئِضِينَ }.

أي: نخوض في الباطل مع كل من يخوض فيه.

قال قتادة: نخوض مع الخائضين، أي: (كلما غوى غاو غووا معه).

- { وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ }.

أي: نقول: لا بعث ولا جزاء ولا جنة ولا نار.

- { حَتَّىٰ أَتَانَا ٱلْيَقِينُ }؟

أي: الموت.

- { فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ ٱلشَّافِعِينَ }.

أي: فما يشفع لهم الذين يشفعهم الله في أهل الذنوب من أهل التوحيد فتنفعهم شفاعتهم. ففي هذا دليل بين أن الله يشفع بعض خلقه في بعض. قال ابن مسعود في قصة طويلة في الشفاعة (قال): ثم تشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون، ويشفعهم الله فيقول: أنا أرحم الراحمين.

السابقالتالي
2 3