الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ } * { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } * { وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } * { يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ } * { وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ } * { وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ } * { وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ } * { كَلاَّ إِنَّهَا لَظَىٰ } * { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } * { تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ } * { وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ } * { إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً } * { إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً } * { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً } * { إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ } * { وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ } * { لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ } * { وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } * { وَٱلَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ } * { إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ }

- قوله تعالى: { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ } ، إلى قوله: { غَيْرُ مَأْمُونٍ }.

أي: ونرى العذاب قريباً (في) يوم تكون (فيه) السماء كالمهل. وقيل: التقدير: يبصرونهم يوم [تكون]. وقيل: التقدير: احذروا يوم تكون السماء كالمهل، قال مجاهد: " كعكر الزيت ". وقال قتادة: تحول لوناً آخر إلى الخضرة، وقد تقدم ذكر " المهل " بأشبع من هذا.

ثم قال: { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ }.

قال مجاهد: كالصوف. وهو جمع " عهنة " ، وأهل اللغة على أنه لا يقال (للصوف) " عهن " حتى يكون مصبوغاً.

- ثم قال: { وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً }.

أي: ولا يسأل قريب ولا صديق عن قريبه ولا عن صديقه لشغله بنفسه.

ومعنى { يُبَصَّرُونَهُمْ... }.

أي: يُبَصَّرُ كلُّ إنسان قَرِينَهُ فيعرفه. قال ابن عباس: يعرف بعضهم بعضاً، ويتعارفون، ثم يفر بعضهم [من] بعضهم، بعد ذلك، يقول الله:لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } [عبس: 37]، وهو قول قتادة. فالهاء والميم - على هذا - للأقرباء، والضمير في [يُبَصَّرُونَ] للكفار، فالهاء والميم للأقرباء، أي: يبصر الله الكفار أقرباءهم في القيامة ويعرفهم بهم، فهو تأويل موافق لصدر الآية؛ لأنه قد ذكر القريب وقريبه، وهذا مثل قوله:يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ } [عبس: 34-35] الآية. وقال مجاهد: معناه: يبصر الله المؤمنين الكفار في القيامة. فيكون الضمير في " يُبَصَّرونَ " للمؤمنين، والهاء والميم للكفار. وقال ابن زيد: معناه: يبصر الله الكفار الذين أضلوهم في الدنيا في النار. فيكون الضمير في { يُبَصَّرُونَهُمْ } للكفار التابعين، والهاء والميم للمتبوعين.

وقد روي عن ابن كثير وأبي جعفر يزيد وشيبة: أنهم قرأوا: " وَلاَ يُسْأَلُ حَمِيمٌ " على ما لم يسم فاعله. ومعناه: لا يقال لقريب: أين قريبك؟، (أي): لا يطلب بعضهم بِبَعْضٍ. ويجوز أن يكون معناه: ولا يسأل إنسان عن ذنب قريبه، مثل قوله:وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } [الأنعام: 164].

- ثم قال { يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ }.

(أي: يتمنى الكافر يوم القيامة لو يفتدي من العذاب ببنيه).

{ وَصَاحِبَتِهِ... } وهي زوجته، { (وَأَخِيهِ) } { وَفَصِيلَتِهِ... }: عشيرته، { ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ } أي: التي تضمه إلى رحلها ومنزلها لقرابة ما بينها وبينه.

- ثم قال: { وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ }.

أي: ويود لو يفتدي بمن في الأرض جميعاً ثم ينجيه ذلك من عذاب الله، أي: لو وجد إلى ذلك سبيلاً من عظيم ما نزل به لفعله.

وجواب " لَوْ " قوله: { ثُمَّ يُنجِيهِ } ، وقيل " ثُمَّ " بمعنى الفاء أي: فَيُنَجِّيه ذلك، فهو مثل قولهلَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } [القلم: 9] الفاء جواب " لَوْ ".

قال قتادة: { وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ } " الأحب فالأحب، والأقرب فالأقرب من أهله وعشيرته.

السابقالتالي
2 3 4