الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَٰتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَٰهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَٰتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ } * { أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ } * { أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَاسِرُونَ } * { أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَآ أَن لَّوْ نَشَآءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ }

قوله: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءَامَنُواْ (وَٱتَّقَواْ) } ، إلى قوله: { فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ }.

المعنى: ولو أن أهل القرى الذين أرسل إليهم الرسل آمنوا، لنزل مطر السماء عليهم. وأنبتت الأرض، فذلك " البركات ".

وأصل " البركة ": المواظبة على الشيء. يقال: بارك فلان على فلان، أي: واظب عليه.

فمعنى: { بَرَكَٰتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ }. أي: ما يتتابع من [خير] السماء والأرض.

{ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ } ، بالرسل. { فَأَخَذْنَٰهُمْ }. أي: عجلناهم العقوبة. { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }. أي: بعملهم الرديء.

{ أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ } ، [أي] المكذبون، { أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا } ، أي: عقوبتنا، { بَيَٰتاً } ، أي: ليلاً، { وَهُمْ نَآئِمُونَ } ، أو يأتيهم { ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ }. يقال لكل من عمل عملاً لا يجدي عليه نفعاً، إنما أنت لاعب.

{ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ / ٱللَّهِ }.

أي: استدراج الله إياهم بما أنعم عليهم في دنياهم من الصحة والرخاء، فليس يأمن استدراج الله { إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَاسِرُونَ } ، أي: الهالكون.

وقيل: هو توعد لمن كذب بمحمد، (عليه السلام).

وقيل: { مَكْرَ ٱللَّهِ } (عز وجل): عذابه.

وحقيقة " المكر ": (الكيد)، والكيد من الله (سبحانه) عقوبة للعبد من حيث لا يعلم.

قوله: { أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ } ، المعنى: أولم يهد الهدى، أي: يبين لهم الهدى.

وقيل معناه: أولم يهد الله، أي: يبين لهم الله، أنه لو شاء أصابهم بذنوبهم، كما فعل بمن كان قبلهم، الذين ورث هؤلاء الأرض عنهم.

{ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ }. أي: نختم عليها، فلا ينتفعون بموعظة.

قال ابن عباس: { أَوَلَمْ يَهْدِ } ، أو لم يستبن لهم.

وقال ابن زيد: أو لم يتبين لهم.

وأكثرهم على أن المعنى: أو لم يَبِنْ لهم؛ لأن أصل الهدى: البيان.