الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ ٱلْجِبَالَ بُيُوتاً فَٱذْكُرُوۤاْ آلآءَ ٱللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } * { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُوۤاْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ } * { قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا بِٱلَّذِيۤ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } * { فَعَقَرُواْ ٱلنَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَاصَالِحُ ٱئْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ }

قوله: { وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ عَادٍ } ، إلى: { جَاثِمِينَ }.

قرأ الحسن: " تَنحَتُونَ " ، بالفتح، للمبالغة.

وقرأ الأعمش " تَعِثُوا " ، بكسر الثاء، وهي لغة.

والمعنى: إن صالحاً، عليه السلام، ذكرهم نعم الله (عز وجل) عليهم، وأنه استخلفهم في الأرض بعد عاد.

{ وَبَوَّأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ }. أي: جعل لكم فيها مساكن وأزواجاً.

{ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً }. أي: تبنون في السهل من الأرض قصوراً.

{ وَتَنْحِتُونَ ٱلْجِبَالَ بُيُوتاً }. قال السدي: كانوا ينقبون في الجبال البيوت، وذلك لطول أعمارهم.

{ فَٱذْكُرُوۤاْ آلآءَ ٱللَّهِ }.

أي: نعمة الله عليكم.

{ وَلاَ تَعْثَوْا فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ }. أي: تفسدوا أشد الفساد. والعثو: أشد الفساد.

فـ: { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ } ، أي: الأشراف الذين استكبروا عن الإيمان، { لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ } ، وهم: أهل المسكنة من تُبَّاع صالح (عليه السلام)، المؤمنين منهم، { أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً } ، رسول الله، { قَالُوۤاْ إِنَّا } بالذي أرسله الله به { مُؤْمِنُونَ } ، أي: مقرون أنه من عند الله (عز وجل)، { قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ } ، عن أمر الله (سبحانه)، { إِنَّا بِٱلَّذِيۤ آمَنتُمْ بِهِ } مما جاء به صالح، { كَافِرُونَ } ، أي: جاحدون.

فعقرت ثمود ناقة الله (عز وجل)، { وَعَتَوْاْ } ، أي: تجبروا وتكبروا عن أمر ربهم.

وقال مجاهد: { عَتَوْاْ }: علوا في الباطل.

وسألوه أن يأتيهم العذاب الذي أوعدهم به، { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ } ، أي: الصيحة.

قال مجاهد والسدي: { ٱلرَّجْفَةُ }: هي الصيحة.

يقال: رجف بفلان: إذا حرك وارتجج.

و " الرجفة " في اللغة: الزلزلة الشديدة.

{ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ }.

أي: ساقطين على رُكَبِهِمْ. وأصل الجُثُومِ، للأرنب، والطير، وشبهه، وهو البروك على الركب.

ومعنى { دَارِهِمْ }: عند مسكنهم، وموضعهم اجتماعهم وهي القرية.

ومعنىدِيَارِهِمْ } [هود: 67]: منازلهم.