الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ }

قوله: { أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ } ، إلى { عَمِينَ }.

والمعنى: إن الله (عز وجل) أخبرنا أن نوحاً (عليه السلام) قال لقومه: إني { رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } ، أرسلني إليكم، لأبلغكم رسالاته، { وَأَنصَحُ لَكُمْ } في تحذيري إياكم عقابه، { وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } ، / أي: أعلم أن عقابه لا يرّد عن القوم المجرمين.

وقيل المعنى: أعلم من الله أنه مهلككم ومعذبكم إن لم تؤمنوا.

ثم قال لهم موَبِّخاً: { أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنْكُمْ } ، وذلك إذ قالوا (له):مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا } [هود: 27].

ومعنى: { عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنْكُمْ }.

أي: مع رجل.

وقيل: على لسان رجل.

{ لِيُنذِرَكُمْ } بأسه، والعمل بما لا يرضيه، فيرحمكم إن آمنتم وأطعتموني.

قال الله (تعالى) مخبراً: { (فَكَذَّبُوهُ) فَأَنجَيْنَاهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ }.

أي: من المؤمنين، من أهله، وغيرهم.

{ وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ }.

أي: جحدوا بها.

{ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ }.

أي: عمين عن الحق.

وهو من عمى القلب.