الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلإِثْمَ وَٱلْبَغْيَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }

قوله: { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلْفَوَاحِشَ } الآية.

المعنى { قُلْ } لهم، يا محمد: إن ربي لم يحرم عليكم ما حرمتم على أنفسكم، إنما حرم عليكم الفواحش، الظاهر منا والباطن، والشرك بالله (سبحانه) ما ليس معكم به حجة، وقولكم على الله ما لا تعملون، وحرم عليكم الإثم والبغَي بغير الحق.

والفواحش: القبائح.

قال مجاهد: { مَا ظَهَرَ مِنْهَا }: نكاح الأمهات، { وَمَا بَطَنَ }: الزنا.

وقيل: { مَا ظَهَرَ }: الطواف عرياناً، { وَمَا بَطَنَ } الزنا.

{ وَٱلإِثْمَ }: المعصية.

{ وَٱلْبَغْيَ }: الاستطالة على الناس.

قال السدي: { ٱلْبَغْيَ } ، أن يبغي على الناس بغير الحق.

وأصل البغي: التجاوز في الظلم.

وقد قيل: إن { ٱلإِثْمَ } ، الخمر، وهو قول غير معروف، لكن هذه الآية تدل على نص تحريم الخمر؛ لأن الله (تعالى) قد أخبرنا، أن في الخمر إثماً، فقال:قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ } [البقرة: 219]، وحرم الله اكتساب الإثم في هذه الآية.