الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ وَلاَ تَكُنْ مِّنَ ٱلْغَافِلِينَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ }

قوله: { وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ } ، إلى آخرها.

قوله: { تَضَرُّعاً وَخِيفَةً }: مصدران. { وَٱلآصَالِ }: جمع " أُصُلٍ " ، ك: " طُنُبٍ " وأطنابٍ ". وقال الفراء: هو جمع " أصِيلٍ " ، ك: " يَمِينٍ " و " أَيْمَانٍ ".

وقيل: [الأُصُلُ] جمع " أصيلٍ ".

{ وَٱلآصَالِ }: جمع " الأُصُل " ، وقد تجعل العرب " الأُصُل " وَاحِداً، فيقولون: " قَدْ دَنَا الأصُلُ ".

ومعنى { وَٱذْكُر رَّبَّكَ }: الدُّعَاءُ، وهو أمر للمستمع للقرآن بأن يذكر الله في نفسه بالدعاء، ويعتبر بما يسمع ويتعظ.

{ تَضَرُّعاً } ، أي: تخشعاً وتواضعاً.

{ وَخِيفَةً } ، أي: وخوفاً من الله.

{ وَدُونَ ٱلْجَهْرِ } ، أي: واذكره دون الجهر ذِكْراً خَفِيّاً باللِّسَانِ. قال ذلك ابن زيد وغيره.

قال الحسن: كانوا يتكلمون في الصلاة حَتَّى نَزَلَتْ: { وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً }. أي: مخافة منه.

{ وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ (بِٱلْغُدُوِّ) وَٱلآصَالِ }.

ما بين المغرب إلى العصر.

وقيل: هي العَشِيُّ.

{ وَلاَ تَكُنْ مِّنَ ٱلْغَافِلِينَ }.

أي: من اللاهين.

قال مجاهد: { بِٱلْغُدُوِّ }: آخر الفجر، صلاة الصبح، { وَٱلآصَالِ }: آخر العَشِيِّ، صلاة العصر.

وهذا إنما كان إذا كانت الفريضة ركعتين " غدوة " ، وركعتين / " عشية " ، قبل أن تفرض الصلوات الخمس.

ثم قال تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ }.

يعني: الملائكة.

{ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ }. أي: لا يستكبرون عن التواضع له والتَخَشُّعِ.

{ وَيُسَبِّحُونَهُ }. أي: يُعَظِّمُونه ويُنَزِّهُونه عن السوء.

{ وَلَهُ يَسْجُدُونَ }. أي: يُصَلُّون.