الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ }

قوله: { وَذِكْرَىٰ }.

في موضع رفع على العطف على: { كِتَابٌ } عند الكسائي.

و { كِتَابٌ } مرفوع بإضمار مبتدأ، أي: هذا كتاب.

وقيل: { ذِكْرَىٰ } مرفوعة على إضمار مبتدأ، وهو قول البصريين.

وقيل: هو في موضع نصب على العطف على المعنى؛ لأن المعنى: كتاب أنزلناه إليك، فعطف على " الهاء " المقدرة، وهو قول الكسائي أيضاً.

وقيل: نصبه على المصدر، وهو قول البصريين أيضاً.

وقيل: هو في موضع خفض على العطف، على معنى { لِتُنذِرَ }؛ لأن معناه للإنذار وللذكرى.

و " الهاء " في: { مِّنْهُ } ، تعود على الكتاب.

وقيل: على الإنذار.

وقيل: على التكذيب الذي دلَّ عليه المعنى.

و { لِتُنذِرَ بِهِ } ، يراد به التقديم؛ أن " اللام " متعلقة بـ: { أُنزِلَ }.

ومعنى الآية: هذا يا محمد، كتاب أنزلناه إليك، { لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } ، أي: يذكرون به الآخرة، فلا يكن في صدرك ضيق منه.

قال قتادة، ومجاهد الحرج هنا: الشك، المراد به المرسل إليهم لا النبي، وهو قول ابن عباس، وغيره.

وذكر الزجاج، وغيره: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: " إني أخاف أن يثلغوا رأسي فيجعلوه كالخبزة ".

فالله أعلم نبيه، صلى الله عليه وسلم، أنه في أمان منهم، فقال:وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ } [المائدة: 67].

وكان منه هذا الخوف بمكة.

ومن رفع " الكتاب " بإضمار مبتدأ، أجاز الوقف على { الۤمۤصۤ }.

ومن رفعه بـ: { الۤمۤصۤ } ، لم يقف عليها.

ومن رفع الكتاب بإضمار مبتدأ، أضمر للهجاء ما يرفعه، كأنه قال: هذه الحروف، هذا { كِتَابٌ }.