قوله: { أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ } ، الآية. كل هذا خطاب للمشركين من عبدة الأوثان و (هو) توبيخ لهم وتقريع على عبادتهم من لا رِجْل له ولا يَدَ ولا عين، ولا يفهم، ولا يضر ولا ينفع. فالمعنى: { أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ } ، فيسعون معكم في حوائجكم، { أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ } ، فيدفعون عنكم الضر وتنتصرون بها عند قصد من يقصدكم بسوء، { أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ } ، فيعرفونكم ما عاينوا مما تغيبون عنه، { أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } ، فيخبرونكم بما سمعوا دونكم مما لم تسمعوه. فإن كانت هذه آلهتكم المُعَظَّمَةُ عِنْدَكُمْ، فما وجه عبادتكم لها، وهي خالية من هذه المنافع كلها؟. ثم قال الله تعالى، لنبيه عليه السلام: { قُلِ } لهم: { ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ } ، أي: ادعوهم لمعونتكم عَلَيَّ، { ثُمَّ كِيدُونِ } أنتم وهم، " فلا تنظرون " ، أي: لا تؤخرون بالكيد، ولكن عَجِّلُوا كلَّ هذا. يُنَبِّئُهُمِ أَنَّ آلِهَتَهُمْ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ.