الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَللَّهِ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

قوله: { وَلِلَّهِ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ } ، الآية.

" الإلْحَادُ " في اللغة: الجَوْرُ والميل عن القصد.

قال الكسائي: يقال: " أَلْحَدَ ": عدل عن القصد. و " لحَدَ ": رَكَنَ إلى الشيء. وعلى ذلك قرأ { يُلْحِدُونَ } في " النحل " ، [يعني]: يَرْكنُونَ.

واللغة الفصيحة، " أَلْحَدَ " الرجل في دينه: إذا مال وجار. و " لَحَدَ " القبر. وقد تدخل [كل] واحدة منهما على الأخرى.

ومعنى: { وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ أَسْمَآئِهِ }.

قال بعض العلماء: هو نهي من الله، (عز وجل)، أنْ يُدْعى بِمَا لاَ يَجُوزُ أَنْ يُوْصَفَ بِهِ، وذلك أنهم عدلوا بأسمائه فسموا ببعض اشتقاقها وبعض حروفها آلهتهم. قالوا: " اللات " مشتق من " الله ". وسموا بـ: " العزى " ، أخذوه من " العزيز ".

قال مجاهد: أخذوا " العُزَّى " من " العِزَّة ".

قال ابن عباس { يُلْحِدُونَ }: يكذبون.

وقال قتادة: يشركون.

وقال ابن زيد: هذا مَنْسُوخٌ نسخه القتال.

وقيل: إنَّ هذا مُحْكَمُ، وإنما هو تَهْدِيدٌ وَوَعيدٌ من الله (عز وجل)، لا أنه (تعالى)، أمر نبيه (عليه السلام)، أن يتركهم يلحدون في آيات الله (عز وجل)، وهو مثل:ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ } [الحجر: 3].

قوله: { فَٱدْعُوهُ بِهَا } ، وقف.

{ فِيۤ أَسْمَآئِهِ } ، وقف.