الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ }

قوله: { ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } ، الآية.

المعنى: { مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } ، من قبل الآخرة فأخبرهم أنه لا بعث، ولا جنة، ولا نار.

{ وَمِنْ خَلْفِهِمْ }: من قبل الدنيا، فأزينها في أعينهم وأخبرهم أنه لا حساب عليهم فيما يعملون.

{ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ }: من قبل الحق.

{ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ }: من قبل الباطل.

قال ابن عباس: { مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } ، أشككهم في الآخرة، { وَمِنْ خَلْفِهِمْ }: أُرغِّبهم في الدنيا، { وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ }: أشبه عليهم في أمر دينهم، { وَعَن شَمَآئِلِهِمْ }: أُشَهِّي لهم المعاصي.

وقال السدي وغيره: { مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } ، أدعوهم إلى الدنيا وأرغبهم فيها، { وَمِنْ خَلْفِهِمْ }: أشككهم في الآخرة، { وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ }: أشككهم في الحق، { وَعَن شَمَآئِلِهِمْ }: أخفف البال عندهم.

وقيل: { مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ }: من قبل دنياهم، { وَمِنْ خَلْفِهِمْ }: من قبل آخرتهم، { وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ }: من قبل حسناتهم، { وَعَن شَمَآئِلِهِمْ }: من قبل سيئاتهم، قاله: ابن جريج، وغيره.

وقال مجاهد المعنى: { ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } ، { وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ } من حيث يبصرون، { وَمِنْ خَلْفِهِمْ } ، { وَعَن شَمَآئِلِهِمْ } من حيث لا يبصرون.

وقيل: { وَمِنْ خَلْفِهِمْ } ، يخوفهم في تركاتهم، ومن يخلفون بعدهم.

وقيل: { لآتِيَنَّهُمْ } ، من كل جهة يعملون فيها.

{ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ }.

كان ذلك ظناً منه، فكان الأمر على ما ظن، وهو قوله:وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ } [سبأ: 20].

وقيل المعنى: { مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } ، من قبل الدِّين فألبسه عليهم، { وَمِنْ خَلْفِهِمْ }: من قبل الشهوات، فأحببها إليهم في الدنيا، { وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ } ، من قبل الحق، فأرده باطلاً، { وَعَن شَمَآئِلِهِمْ } ، من قبل الباطل، فأرده في أعينهم حقاً.