الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } * { فَإِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـٰذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَلاۤ إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

قوله: { وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ } ، إلى: { لاَ يَعْلَمُونَ }.

لام { وَلَقَدْ } ، لام توكيد تؤكد الكلام بمعنى القسم.

والمعنى: ولقد ابتلينا تُبَّاعَ فرعون: { بِٱلسِّنِينَ } ، أي: بالجدوب سنة بعد سنة، { وَنَقْصٍ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ } ، اختبرناهم بذلك، { لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُون } ، بتوبة أو رجوع، فيعتبرون.

قيل: إِنَّ ثمارهم نقصت حتى كانت النخلة تحمل تمرة واحدة.

وقوله: { فَإِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلْحَسَنَةُ }.

أي: (إذا) جاءهم الخصب والعافية وكثرة الثمار، { قَالُواْ لَنَا هَـٰذِهِ } ، ونحن أولى بها، { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } ، أي: قحط ومرض، { يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ } ، أي: تشاءموا بهم، فقالوا: هذا بشؤم موسى ومن معه.

قرأ طلحة، وعيسى بن عمر: " تَطَيَّروا " ، على أنه ماض.

وقرأ الحسن: " أَلاَ إنَّما طَيْرُهُمْ عِنْدَ الله " ، بغير ألف.

قال الله (عز وجل): { أَلاۤ إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ ٱللَّهِ }.

أي: ألا إنما نصيبهم من الرخاء والجدب، وغير ذلك عند الله، عز وجل.

قال ابن عباس، المعنى: ألا إن الأمر من قِبَلِ الله، (عز وجل).

وقال مجاهد، المعنى: ألا إنما الشؤم فيما يلحقهم يوم القيامة مما وُعِدُوا به من الشر.

{ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }.

أي: لا يعلمون أن ما لحقهم من قحط وشدة، أنه من عند الله (عز وجل)، بذنوبهم.

{ لَنَا هَـٰذِهِ } ، وقف.

{ وَمَن مَّعَهُ } ، وقف.