الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُوۤاْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ }

قوله: { قَالُوۤاْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا }. الآية.

المعنى: قال موسى (عليه السلام)، لموسى (صلوات الله عليه)، حين قال لهم: { ٱسْتَعِينُوا بِٱللَّهِ وَٱصْبِرُوۤاْ }: { أُوذِينَا } يقتل أبنائنا، { مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا } (برسالة الله عز وجل)، { وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا } ، بما توعدنا به من القتل لأبنائنا.

وقيل معنى: { وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا } ، أي: يدركنا فرعون فيقتلنا، وذلك حين تراءى الجمعان.

قال ابن عباس: أَسْرى موسى (عليه السلام)، يبني إسرائيل حتى هجموا على البحر، فالتفتوا فإذا هم بَرهَجِ دواب فرعون، فقالوا: يا موسى، { أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا } ، أي: بذبح أبنائنا، وإحياء نسائنا، { وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا } ، هذا البحر أمامنا، وهذا فرعون قد رهقنا بمن معه؛ { قَالَ عَسَىٰ (رَبُّكُمْ) أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } ، من بعدهم فيجازيكم على ما وقع منكم وقد علم كيف تعملون.

و: " الأرض " ، أرض الدنيا. وقيل: أرض الجنة. و: " الثانية " أرض الدنيا لا غير.

و { عَسَىٰ }: تَرَجِ، وهي واجبة من الله، (عز وجل).

{ وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا } ، وقف.