الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱسْتَعِينُوا بِٱللَّهِ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱلأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }

قوله: { قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱسْتَعِينُوا بِٱللَّهِ } ، الآية.

والمعنى: أن موسى (عليه السلام)، قال لقومه لما قال فرعون لقومه: { سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَآءَهُمْ }: { ٱسْتَعِينُوا بِٱللَّهِ } ، على فرعون وقومه، { وَٱصْبِرُوۤاْ } على ما نالكم من المكاره في أنفسكم وأبنائكم. وكان قد اتبع موسى، (عليه السلام) من بني إسرائيل ست مائة ألف، غير السحرة.

ثم / قال لهم موسى، (عليه السلام): { إِنَّ ٱلأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ } ، أي: لعلكم إن صبرتم، ترثون أرضه، فإن الأرض لله، { وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } ، أي: العاقبة المحمودة لمن اتقى الله وراقبه.

{ مِنْ عِبَادِهِ } ، [وقف].

وهذا يدل على أن ابن آدم غير مستطيع لشيء إلا بعون الله، (تعالى، له). وهو مذهب أهل السنة. ومثله:إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } [الفاتحة: 5]، وله [في] القرآن نظائر كثيرة، تدل على أن الإنسان غير مستطيع لفعل شيء إلا بعون الله (جلت عظمته) له عليه. وعونه (سبحانه) إمَّا أن يكون توفيقاً لمؤمن، أو خذلاناً لكافر.