الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتْنَا رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } * { وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَآءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ }

قوله: { وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ [إِلاَّ أَنْ آمَنَّا] } ، إلى: { قَاهِرُونَ }.

المعنى: وما تنكر منا إلا إيماننا بربنا، إذ رأينا الآيات والحجج. ثم قالوا: { رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً } ، أي: أنزل علينا صبراً يشملنا فلا تُخْرِج عن الإيمان إلى الكفر بعذاب فرعون لنا، { وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } ، أي: أقبلنا إليك على الإسلام.

قال السدي: فقتلهم وقطعهم.

قال ابن عباس: كانوا أول النهار سحرة وآخره شهداء.

وقاله قتادة، وابن جريج.

ثم قال تعالى مخبراً عنهم: { [وَ]قَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ } ، أي: قال جماعة من أشراف قومه،: { أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ } ، أي: أتدع يا فرعون، موسى وقومه من بني إسرائيل، { لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ } أي: كي يفسدوا عليك خدمك وعبيدك في أرضك من مصر، { وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ } ، أي: ويدع خدمتك موسى وعبادتك وعبادة آلهتك.

والنصب في { وَيَذَرَكَ } على الصرف، إن جعلت معنى الكلام: ليفسدوا في الأرض، وقد تركك وترك عبادة آلهتك.

وإن جعلت المعنى { لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ } على التوبيخ لفرعون عن تركه موسى (عليه السلام)، فنصبه على العطف على { لِيُفْسِدُواْ }.

وقرأ ابن عباس، ومجاهد: " وَيَذَرَكَ وءِالاَهَتَكَ ". أي عبادتك.

وكان فرعون إذا رأى بقرة سمينة أمرهم أن يعبدوها.

وقوله:أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } [النازعات: 24]، يدل على أنهم كانوا يعبدون غيره، ممن هو دونه عندهم، فهذا يدل على صحة قراءة الجماعة: { وَآلِهَتَكَ }.

قال ابن عباس حجة لقراءته ( " وإِلاَهَتَكَ " ): كان يعبد ولا يعبد.

وبذلك قرأ مجاهد على معنى: وعبادتك.

وبه قرأ الضحاك.

ومن قرأ: " وَإِلاَهَتَكَ " ، تَأَوّلَه أن فرعون لم يكن يَعْبُدُ شيئاً، إنما كان يُعْبَد من دون الله، (سبحانه وتعالى).

وقيل: إن قوم فرعون لهم أصنام يعبدونها، تقربهم إليه فيما ترون.

فأجابهم فرعون فقال: { سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَآءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ } ، أي: عالون عليهم بالملك والسلطان.

{ وَآلِهَتَكَ } ، وقف.