الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي ٱلْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَآ أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }

قوله: { قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ بِهِ } ، إلى { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }.

المعنى: قال فرعون لهؤلاء الذين آمنوا: { آمَنتُمْ بِهِ } ، أي صدقتموه.

قيل: " الهاء " لله. وقيل: لموسى، عليه السلام.

وفي موضع آخر:آمَنتُمْ لَهُ } [طه: 71، الشعراء: 49]، أي: فعلتم الذي أراد، { قَبْلَ / أَن آذَنَ } بذلك، { إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ } ، أي: تصديقكم إياه { لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي ٱلْمَدِينَةِ } ، أي: خدعة خدعتم بها من في مدينتنا، { لِتُخْرِجُواْ مِنْهَآ أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } ، أي: تعلمون ما أصنع بكم.

قال ابن عباس، وابن مسعود، وغيرهما، من أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم: التقى موسى وأمير السحرة، فقال له موسى: أرأيتك إن غلبتك تؤمن بي، وتشهد أن ما جئت به حق؟ قال الساحر: لآتين غداً بسحر لا يغلبه سحر، فوالله لئن غلبتني لأؤمنن بك، ولأشهدن أنك نبي حق! وفرعون ينظر إليهما، فذلك قول فرعون: { إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي ٱلْمَدِينَةِ } ، إذ التقيتما لتتظاهرا فتخرجا منها أهلها.