الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } * { فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ } * { وَحُمِلَتِ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً } * { فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } * { وَٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ } * { وَٱلْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَآئِهَآ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ } * { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ } * { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَءُواْ كِتَـٰبيَهْ } * { إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ } * { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } * { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } * { قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ } * { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ } * { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَٰبِيَهْ } * { وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ } * { يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ } * { مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ } * { هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } * { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ } * { ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ } * { ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ } * { إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ }

[قوله] { لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً... } إلى [قوله] { عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ }.

أي: فعلنا ذلك لنجعل السفينة لكم عبرة وعظة وآية.

قال قتادة: أبقى الله السفينة تذكرة وعظة وآية حتى نظر إليها أول هذه [الأُمة]، وكم من سفينة قد كانت بعد سفينة نوح قد صارت رِمْدداً.

- قال { وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ }..

[أي]: [ولتعي] هذه التذكرة أذن حافظة عقلت عن الله ما سمعت.

" وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: { وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } ثُمَّ الْتَفَتَ إلَى عَلِيِّ رضي الله عنه فقال: سَاَلْتُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَهَا أُذُنَكَ. قال علَيٌّ: فَمَا سَمِعْتُ شَيْئاً مِنْ رَسُولِ اللهِ قَطّ فَنَسِيتُهُ. "

وقال [بريدة]: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: [يا علي]، إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ [أُدْنِيْكَ] ولاَ أُقْصِيَكَ، [وَأنْ أُعَلِّمكَ] وَأَنْ تَعِيَ. وَحَق عَلَى الله أن [تَعِي]. قال: ونزلت: { وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } ".

وقال أبو عمران الجَوْنِي: { أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } [يعني]: أذن عقلت عن الله.

- ثم قال: { فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ }.

(أي: فإذا نفخ إسرافيل في الصور نفخة واحدة)، وهي النفخة الأولى.

- { وَحُمِلَتِ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً }.

أي [زلزلتا] زلزلة واحدة.

قال ابن زيد: دكتا دكة واحدة: " صارت غباراً ".

- ثم قال تعالى: { فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ }.

أي: قامت القيامة.

- ثم قال تعالى: { وَٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ }.

أي: وانصدعت السماء فهي متشققة يومئذ.

قال الضحاك: إذا كان يوم القيامة أمر الله جل ثناؤه السماء بأهلها ونزل من فيها من الملائكة فأحاطوا بالأرض ومن عليها ثم الثانية ثم [الثالثة] إلى السابعة، فصفوا صفاً بين يدي صف ثم نزل الملِك الأعلى على مجنبته جهنم، فإذا رآها أهل الأرض نَدُّوا فلا يأتون قُطُراً من أقطار الأرض إلا وَجدوا سعبة صفوف من الملائكة فيه، فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه، فذلك قوله:إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ ٱلتَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ } [غافر: 32-33].

وذلك قوله:وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } [الفجر: 22].

- وهو قوله:يٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ [أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ فَٱنفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ] إِلاَّ بِسُلْطَانٍ } [الرحمن: 33] (أي) بحجة، وهو قوله: { وَٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ }. إلى { عَلَىٰ أَرْجَآئِهَآ... }.

أي: على نواحيها وأطرافها حين تشقق.

قال ابن عباس: على حافاتها، وذلك حين تشقق.

وعن ابن جبير: { عَلَىٰ أَرْجَآئِهَآ }: على حافات الدنيا.

وواحد الأرجاء [رجا] مقصور، وهو الناحية، يثنى بالواو.

والرجاء: الأملُ، مَمْدُودُ.

- ثم قال: { وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ }.

قال ابن عباس هي ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله، وهو قول الضحاك وعكرمة.

السابقالتالي
2 3 4