- قوله تعالى: { وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ... } إلى آخر السورة. قال الفراء: هذا من إصابة العين. والتقدير: وإن يكاد الذين كفروا مما عاينوك يا محمد بأبصارهم ليأخذونك بالعين فَيَرْمونَكَ ويصرعونك كما ينصرع الذي يَزْلِق في الطين ونحوه، لأنهم كانوا يقولون: ما رأينا [مثل] حججه ولا مثله. وقيل: المعنى أنهم كانوا من شدة نظرهم إليه [وتغيظهم] عليه أن يزلقوه من مكانه. يقال: أَزْلَقَ الحَجّام الشَّعرَ وَزَلَقَهُ: إِذا حَلَقَه. - ثم قال تعالى: { وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ }. أي: ويقول الكفار: إن محمداً لمجنون. قال ابن عباس: ليزلقونك بأبصارهم: أي ينفدونك من شدة نظرهم، من قولهم: زلق السهم وزهق إذا نفذ. وقال ابن مسعود: ليزلقونك: لَيُزْهِقُونَكَ. وقال مجاهد: " لينفِذونَك بأبصارهم ". وقال قتادة: ليصدونك. - وقوله: { لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكْرَ... }. أي: لما سمعوا كتاب الله يتلى. - ثم قال تعالى: { وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ }. أي: ليس الذي جاء به محمد جنوناً بل هو ذكر للعالمين، أي: للجن والإنس. وقيل: المعنى: " بل محمد ذكر للعالمين ".