/ قوله تعالى: { يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } ، إلى آخر السورة. أي: يصلي ويسجد لله ما في السماوات السبع وما في الأرض من الخلق طوعاً وكرهاً. و " يسبح " للحال. وقوله: { ٱلْمَلِكِ ٱلْقُدُّوسِ }. أي: الذي له ملك كل شيء، [الطاهر] من كل ما يضيفه إليه المشركون. { ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ }. أي: الشديد في انتقامه من أعدائه، الحكيم في تدبيره خَلْقَه. - ثم قال تعالى: { هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلأُمِّيِّينَ رَسُولاً (مِّنْهُمْ) }. أي: الله الذي بعث في العرب - [الذين] لا كتاب عندهم من عند الله - رسولاً منهم، يعني [محمداً] صلى الله عليه وسلم. قال ابن زيد: " سميت أمة محمد أميين لأنه لم ينزل عليهم كتاباً قبل القرآن ". وروى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " نَحْنُ أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لاَ نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ " وذكر الحديث. [و] إنما قيل، [للذي] لا يكتب: " أمي " ، لأنه نسب إلى أمه، كأنه كما ولد. وقيل: نسب إليها لأنها في أكثر الأحوال لا تكتب. وقيل: إن [الأميين] إنما نسبوا إلى أم القرى، وهي مكة. - وقوله: { يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ }. أي: يقرأ عليهم كتاب الله وَيُطَهِّرُهم من دَنَس الكفر ويُمَنِّيهِم بالثواب إذا قبلوا منه واتبعوه. { وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ }. أي: القرآن. { وَٱلْحِكْمَةَ }: التفقه في الدين. وقيل: الكتاب: القرآن وما فيه من حلال وحرام. والحِكْمَةُ: (السُّنَّةُ. قاله) قتادة. - ثم قال تعالى: { وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }. أي: وقد كان هؤلاء (الأميون) - من قبل بعث محمد إليهم - في جور ظاهر عن قصد السبيل وعن الهدى والرشاد. وتقديره [في] [العـ]ـربية: وما كانوا من قبل بعث محمد إلا في ضلالٍ (مبين)، (هذا مذهب سيبويه، وتقديره عند الكوفيين). وإنهم كانوا من قبل بعث محمد لفي ضلالٍ مبين. - ثم قال تعالى: { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ }. { وَآخَرِينَ }: عطف على الأميين، أي: بعث في الأميين وفي آخرين منهم، " فهم " في موضع خفض، وقيل: " هم " في موضع نصب عطف على الهاء والميم في " يُعَلِّمْهُمُ " أو في: " يُزَكَّيهِمْ " ، أي: ويعلم آخرين (مِنهُم الكتاب والحكمة، أي: ويزكي آخرين منهم، قال مجاهد: { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ } ) عنى به العجم لأنهم أميون أيضاً، وكذلك قال ابن جبير. قال أبو هريرة: " لمَّا نَزَلَ { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ } ، قِيلَ: يَا رِسُولَ اللهِ، مَنْ هُمْ؟ فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (بِيَدِهِ) عَلَى [سَلْمَانَ] / وَقَالَ: لَوْ كَانَ الدِّينُ بِالثُّرَيَّا لَنَالَهُ هَذَا وَأَصْحَابُهُ ". وعن مجاهد: " { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ }: هم كل من ردف الإسلام من الناس كلهم ".